فهد الجبوري ||
الاتفاقية الإيرانية - الصينية : ضربة قوية لواشنطن ، وتعزيز لمحور المواجهة لسياسات الهيمنة الأمريكية
حظيت اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية السبت ٢٧/مارس باهتمام كبير في الأوساط السياسية ووسائل الاعلام العالمية ، وتوصف بأنها ضربة قوية لواشنطن ولسياسة الضغوط القصوى التي مارستها ضد ايران ، وتعزيز لمحور المواجهة الذي بدأ يتشكل ضد سياسات الهيمنة التي تنفذها واشنطن على الساحة الدولية .
وهذه الاتفاقية التي وقعها وزيرا خارجية البلدين في طهران جواد ظريف و وانغ يي تغطي مساحات واسعة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين ، وبالخصوص في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والأمنية والطاقة والاستثمار .
وتكمن أهميتها بالنسبة لإيران في أنها تتضمن استثمارات صينية هائلة في قطاعات حيوية مثل الطاقة ، والبنى التحتية والموانئ ، وهذا ستكون له آثارا إيجابية على الاقتصاد الإيراني ، الذي تعرض الى ضغوطات قاسية بسبب العقوبات الظالمة التي فرضتها واشنطن عليها.
وقد صرح وزير الخارجية الصيني " أن علاقاتنا مع ايران سوف لن تتأثر بالوضع الراهن ، وسوف تكون دائمية وستراتيجية " ونقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية قوله " إن ايران هي من تقرر بشكل مستقل علاقاتها مع الدول الأخرى ، وهي ليست مثل بعض الدول التي تغير مواقفها عبر مكالمة هاتفية "
وهذا يعكس بشكل واضح تصميم الصين هذه المرة على بناء علاقات تعاون واسعة النطاق مع ايران وغيرها من الدول ، دون أن تكترث الى الضغوط والتهديدات التي تصدر من هنا وهناك وخاصة من واشنطن .
وفي إطار تقييم هذه الاتفاقية ، قال السفير الصيني السابق في طهران هوا ليمينغ " إن الاتفاقية مع ايران والتي تمتد لخمسة وعشرين سنة تمثل تغييرا مهما للغاية في الوقت الذي تتوتر فيه العلاقة بين الصين والولايات المتحدة "
وأعتبر ذلك " نقلة كبيرة في ستراتيجية الشرق الأوسط ، وتغييرا كبيرا في علاقات الصين مع ايران والمنطقة "
الى ذلك قالت وكالة رويترز ضمن تغطيتها لهذا الحدث المهم أن الاتفاقية تجلب ايران نحو مبادرة " الحزام والطريق "الصينية ، وهي خطة بنى تحتية بعدة تريليونات من الدولارات تمتد من شرق آسيا الى أوروبا .
وهذا المشروع يهدف على نحو مهم الى توسيع نفوذ الصين الاقتصادي والسياسي ، مما أثار القلق في الولايات المتحدة .
وذكرت الوكالة أن الصين دائما عارضت العقوبات الأمريكية على ايران ، وأشارت الى تصريح جواد ظريف حينما وصف الصين "بأنها الصديق في وقت الضيق "
ونقلت عن الرئيس روحاني قوله " إن التعاون بين البلدين هو مهم جدا لتنفيذ الاتفاق النووي ، وتنفيذ التعهدات من جانب الدول الأوربية "
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت إن الاتفاقية بين ايران والصين سوف تمهد الطريق أمام مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية في الطاقة وسائر القطاعات ، مما يقوض جهود واشنطن في عزل ايران بسبب طموحاتها العسكرية والنووية.
هذا وقد قالت صحيفة فاينانشيال تايمز أن بكين قد أصبحت الشريك التجاري المهم لطهران ، وإن الاتفاقية سوف تساعد بالتأكيد على توسيع روابط ايران مع الصين ، وأنها سوف تغير من طبيعة الأعمال التجارية ، لأن الشركات الصينية سوف تستثمر في ايران هذه المرة بثقة أكبر من قبل .
وأضافت إن الصين لها تجارة متنامية مع ايران منذ بداية عقد التسعينيات ، وأنها كانت الشريك التجاري المهم لإيران خلال العقد الأخير ، وذلك نتيجة للعقوبات الأمريكية ، والتي ساعدت على إنهاء٣٠ سنة من الدور الريادي لألمانيا .
هذا وقد قال مسؤول أمريكي بارز لصحيفة فاينانشيال تايمز هذا الشهر أن صادرات النفط الإيرانية الى الصين قد زادت " لبعض الوقت الآن " وأن واشنطن قد أبلغت بكين بأنها سوف تفرض " عقوبات عهد ترامب "
وخلال السنة الإيرانية الأخيرة ، والتي انتهت في مارس ٢٠٢٠ ، كان حجم التجارة الكلية لإيران ٧٣ مليار دولار ، وكانت حصة الصين هي الأعلى . فقد وصلت صادرات ايران الى الصين ٨،٩ مليار دولار ، وبلغت واردات ايران من الصين ٩،٧ مليار دولار
https://telegram.me/buratha