🖋 قاسم سلمان العبودي ||
كثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي ، لا يعلمون بأن الأتفاقية العراقية الصينية ، كانت بالأساس أتفاقية ثنائية بين الجمهورية الأسلامية الأبرانية وجمهورية الصين الشعبية ، وكانت عبارة عن منحة قدمت من الجانب الأيراني للجانب العراقي بعد تسلم السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء .
طبعاً هذه ( معلومة ) لا تحليل . لكن للأسف الشديد ضيع العراق هذه الفرصة الكبيرة للأنتقال من حالة الضعه والهوان في المفصل الخدمي المتهالك أصلاً .
بقراءة بسيطة للجوانب العملية التي وحدت أتمام الصفقة بين الجانبين الأيراني والصيني نصل الى المشتركات الكبيرة بين الجانبين والتي هي على قدر كبير من الأهمية ، والتي لم تكن تتواجد في الجانب العراقي حين ذهب عبد المهدي بفريقه الحكومي الكبير لأتمام الصفقة التي كانت سبباً بأسقاطه .
العوامل الجاذبة للأتفاقية المبرمة بين الجانبين الأيراني والصيني ، من الممكن النظر لها على أنها مشتركات أيجابية تكمن بمايلي :
▪️الصين وأيران خارج النفوذ الأمريكي .
▪️الصين ثاني أكبر قوة أقتصادية في العالم وهي بحاجة الى خامات الشرق الأوسط وأفريقيا ، والتي تستوردها من تلك البلدان ، لتعود مره أخرى للأسواق على شكل سلع أساسية ، وبما أن هناك هيمنه أمريكية لأكثر المضائق المائية فأن القلق الصيني قائم على أحتمال قرصنة أمريكية في تلك الممرات المائية ، وهذه الأتفاقية ستذلل الخطر الأمريكي كثيراً ، لموقع أيران الجغرافي وأطلالته على المياه الدافئة .
▪️تمتلك أيران ثاني أكبر أحتياطي من الغاز الطبيعي في العالم ، مما يضمن أمدادات الطاقة للصين من الغاز الأيراني على مدى ٢٥ سنة .
▪️ أضافة الجمهورية الأسلامية ملفات أخرى في الأتفاقية ، مثل الأمن السيبراني ، وتكنلوجيا الفضاء فضلاً عن العلوم الأمنية والعسكرية ، والتي باتت اليوم ضرورة ملحة جداً للجمهورية الأيرانية المحاطة بالأعداء .
▪️ كسبت أيران عضو مهم في مجلس الأمن الدولي ، ويمتلك حق النقض الفيتو فيما لو أصدر مجلس الأمن أي قرار سلبي وبضغط أمريكي تجاه الجمهورية الأسلامية الأبرانية.
▪️ ستلتف الجمهورية الأسلامية على العقوبات الأمريكية بهذه الأتفاقية التي تسمح بتدفق النفط الأيراني الى بكين ، وبأسعار مخفضة نسبيا على مدى ٢٥ عاماً ، مما يعطي الأريحية للجانب الأيراني في أي مناوره حوارية قادمة مع واشنطن بخصوص الملف النووي .
▪️جعلت هذه الأتفاقية من الجمهورية الأسلامية جزءاً مهماً من طريق الحرير الدولي ، الذي بدأ العراق بتضييع ملامحه .
▪️ تم كسب حليف ستراتيجي لمحور الممانعة ضد الهيمنه الأمريكية مما أعطى زخماً لمحور المقاومة بالمضي قدماً في مقارعة المؤامرات الأمريكية ضد المحور ، وفي نية الجمهورية كسب روسيا كثاني أقوى حليف في المحور الممانع ، بعد الصين .
جميع هذه المشتركات وغيرها الكثير هي من أعطت هؤلاء الأقوياء الأيجابية في عقد هذه المعاهدة التي ضيعها العراق بسبب ضعف القيادة العراقية التي كبلت نفسها بديون للبنك الدولي بضغط أمريكي واضح جداً ، لأرباك العملية السياسية . فضلاً عن ذلك فرض المحتل الأمريكي على العراق وضعاً أقتصادياً آخر يفضي الى أتفاق عراقي أردني مصري بتزويد هاتين الدولتين بالنفط العراقي بأسعار مخفضة جداً ، لرفع أعباء المساعده عن واشنطن التي تصرف على الأردن ومصر ما مقداره ملياري دولار سنوياً على شكل معدات عسكرية وصناعية وزراعية ، وذلك ثمن للتطبيع القائم بين الأردن ومصر مع الكيان الصهيوني . علماً أن أكثر من نصف النفط العراقي سيذهب الى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة رغم ألارادة الشعبية العراقية الرافضة للتواجد الأمريكي والرافضة للأتفاقية الأقتصادية المريبة مع الأردن ومصر ، في وقت واحد .
https://telegram.me/buratha