عمار محمد طيب العراقي||
عندما يغيب العقل ويخلد أصحاب الفكر إلى اليأس والاكتئاب، لا يبقى في واجهة الحفل إلا من لا يمتلكون إلا الأصفار، ومع ذلك تراهم قد تسيدوا المشهد..هم صفر في القدرة على الإبداع والتجديد، صفر في القدرة علي خلق مناخ صحي نعيش فيه..صفر في لغة الخطاب السياسي، صفر في لغة المعارضة..صفر+ صفر+ صفر = صفر ولو جمعتها الف مرة، وسميتها أصفارا فهي صفر كبير..!
ها هو العراق يسيطر عليه الأدعياء في شتى المجالات، في زمن عنوانه الجهل والسرقة والتزوير..والنتيجة نجاح مجاني يحصل عليه اللصوص وأرباع الموهوبين... الكثير يتاجر بالبلد ولا أحد يرى غير نفسه، حتى من يدعي النضال والثقافة، الشهرة من نصيب المهرجين والمتآمرين ولصوص الأفكار وحاملي المباخر والمجامر...عدتهم هي هي، عدة أمثالهم من سالف الزمان.. فساد وجهل وقلة إحساس وقلة ذوق، بيروقراطية وظلم وقهر، تلوث ورشوة وسرقة، قلب للحقائق وتنكيل بالبسطاء وقسوة على من لا ظهر له...
فغدى حال مشهدنا السياسي مثل حال مجلس إدارة إحدى شركات القطاع العام، لا أحد وصل لمقعده عن كفاءة واستحقاق، ولا نظام في طريقة إدارتها ولا خطة مستقبلية لها، ولا طموح للعاملين فيها سوى الحفاظ علي مقاعدهم، أما طرقاتها الضيقة فتمتلئ بالـ "سختچية" من آكلي العيش بالفهلوة والسرقة والسمسرة وتخليص المصالح ولي عنق القانون، شركة لا مكان فيها للشرفاء، ولا صوت يعلو فيها علي صوت الجهل، ولا قدرة لموظفيها علي حسن التعامل مع الناس،شركة تحقق خسائر تتزايد يوماً بعد يوم، وكلما ظهر فيها موظف يود أن يلفت النظر للخسائر، يتم نقله للأرشيف!!
ثمة من ينصحون السلطان، وآخرين آخرون يسلطنون النصيحة!! فالذين ينصحون السلطان هم النوع الأول في كل شيء..في الدنيا والتاريخ..والعاقبة على خير..!
أما النوع الثاني وهم الذين يسلطنون النصيحة..أي ينافقونها {من التنافق، الذي هو التفسير المنطقي لعبارة التوافق!] على قدر أفعال السلطان خوفاً..أو نفاقاً فهؤلاء ليس لهم مكان لا في التاريخ ولا حتى في مزابله...!
السلطنة فى مفهومها الغنائي، تعنى إندماج المطرب فى اللحن الذى يؤديه، مثلما يندمج الممثل فى الشخصية التى يلعبها، هذا الإندماج يصل بالمطرب لحالة السلطنة؛ التى تنتقل بدورها إلى المستمع.. السلطنة حالة مزاجية لا تأتى إلا للمطرب الحقيقى، الذى يستطيع التجول والتلوين فى االلحن ..
الجذر اللغوي للسلطنة في الطرب، جاءت من (السلطان)..أى يكون للحن سلطان على المطرب والمستمع..
الجذر اللغوي للسلطنة في السياسة، أتت من (التسلط)..أى أن الإعتقاد السلطوي يتسلط على وجدان السياسي، ثم على أتباعه الذين يؤمنون بإستحقاقه للسلطة، فيذوبون فيه وبسلطانه، ثم يعملون سوية وتحت طائلة عقلية "السلطنة" على فرضها وبسطوة القوة على غيرهم..!
مرة خرج أحد السلاطين الجبابرة مع مجموعة من وزراءه المقربين في رحلة صيد، وإراد أن يثبت لهم كيف أنه يتقن الصيد... فجعل الوزراء يطلقون سهامهم قبله... وكلما خرج سهم من وزير أصاب بطة سمينة..إلا أنه وعندما جاء دور السلطان أطلق سهمه فطاش بعيداً وطارت البطة سعيدة بنجاتها!..وهنا نظر الوزراء إلى بعضهم البعض ثم قالوا في نفس واحد: «سبحان الله...البطة تطير وهي ميتة»...!
منهج معظم سلاطين السياسة في العراق، هو منهج الذين يمارسون «بيزنس إشعال الحرائق» يخدعون الشعب بارتدائهم زي رجال المطافيء، لكنهم يسكبون الوقود على النيران، مؤكدين أن هذه مواد للإطفاء!!
سلطن يسلطن سلطنة فهو سلطان..!
وصلت الفكرة..مو لو مو مو؟!
شكرا أذا وصلت..!
31،3/2021