قاسم الغراوي ||
وقعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية اتفاقية التعاون الاستراتيجي وكان الاهتمام كبيرا في الأوساط السياسية ووسائل الاعلام العالمية ، وتوصف بأنها ضربة قوية لواشنطن ولسياسة الضغوط القصوى التي مارستها ضد ايران ، وتعزيز لمحور المواجهة الذي بدأ يتشكل ضد سياسات الهيمنة التي تنفذها واشنطن على الساحة الدولية .
تكمن أهميتها بالنسبة لإيران في أنها تتضمن استثمارات صينية هائلة في قطاعات حيوية مثل الطاقة ، والبنى التحتية والموانئ ، وهذا ستكون له آثارا إيجابية على الاقتصاد الإيراني ، الذي تعرض الى ضغوطات قاسية بسبب العقوبات الظالمة التي فرضتها واشنطن عليها.
ايران لم تثق بسياسات الحكومات الامريكية المتعاقبة وبالرغم من تصريح الرئيس الامريكي جو بايدن رغم ان ادارته مستعدة للتفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي لكنه شدد على ضرورة التصدي لأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وتاكيد الاتحاد الاوربي للعودة للاتفاقية بقي موقف ايران واضحا وثابتا من هذا الوهن السياسي الذي تمر به امريكا .
السياسة الايرانية تنظر بعيدا جدا وتعي ان الضغوطات القصوى على شعبها لن تستمر طويلا واتخذت خطوة استراتيجية للانفلات من الهيمنة والقرار الامريكي الظالم عليها ولانها تؤمن بان الثنائية والاحادية القطب لايمكن ان تحكم العالم وانتهى زمنها فقد اقلقت امريكا في الاتفاق الاستراتيجي مع الصين لتؤسس الى كيان وشراكة دولية مؤثرة.
الاتفاقية تغطي مساحات واسعة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين ، وبالخصوص في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والأمنية والطاقة والاستثمار
ان التفوق الذي كان ميزة خاصة أغرت ساسة الولايات المتحدة لفرض هيمنتهم على العالم ، لم يعد وحده القادر على إمضاء هذه الهيمنة الى حد النهاية.
https://telegram.me/buratha