المقالات

العراق بين الشجاع والجبان ..

1258 2021-04-01

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

رغم أننا نعيش العام السابع عشرعلى سقوط الدكتاتور والحكم البعثي الهدام إلا أن ما يحصل في العراق تحت يافطة الديمقراطية من ديناميكية الانقلاب بين القاعدة والاستثناء والمألوف والشواذ والحق والباطل وما نعيشه من تفشي الجنون وإشاعة الفوضى والتبجح بالوقاحة وانتشار الفساد وتسلطن الفاسدين وتلقائية الانفلات والتجاوز على ثوابت المنظومة القيمية والأخلاقية تدعونا لنشخِّص الأسباب لذلك .

كثيرة هي الأسباب وأكثر منها المسببات ابتداءً من الدور الفاعل لأزلام البعث الصدامي إلى حقد الأعراب ومؤامراتهم إلى صراع الإرادات الدولية وتشابك المصالح على الأرض العراقية لكن رأس الأسباب وأهمها هو فقدان الإرادة عند أصحاب القرار والمسؤولين عن الأمر في العراق .

 وجهة نظري الشخصية أرى الأمر مجسدا في مفهوم أن يكون الإنسان شجاعا أم جبانا .

لا أريد أن أتهم من أقصد في كلامي بالجهل أو الغباء أو البلاهة أو السذاجة لكن الحقيقة المتفق عليها عند علماء السيلوجيا تؤكد أن الثقافة تلعب دوراً هاماً وركيزة كبرى في بناء شخصية الإنسان ،

فالشجاع يعتمد المعرفة ركيزة أساسية تبنى عليها العواطف وتوظف الإرادة لإحالتها إلى واقع سلوكي من صميم الشخصية ذاتها فيما تتفاعل الثقافة مع قوة الإرادة التي تؤطرها المعايير الأخلاقية والصدق لتحل محل المعايير الوجدانية أو الآثار النفسية .

علينا أن لا نخلط بين المتهور والشجاع في ممارسة السلوك ،فالمتهور يُقدِمُ على الفعل بغض النظر عن العواقب ودون تقدير للموقف في حين أن الإنسان الشجاع له ما يميزه من الذكاء والقدرة على إدراك العلاقات القائمة بين الأشياء والمواقف والأحداث واتخاذ المواقف المناسبة في ضوء كل علاقة من تلك العلاقات دون الوقوع في الاندفاع والتصرف غير المدروس .

الشخص الشجاع يتمتع برؤية حادة في استشفاف المستقبل بقراءة واعية ودراية تتجلى واضحة حتى في التمتع بالقدرة التعبيرية للدلالة على الأفكار وما يريد أن يقول بتوازن ومنطق فضلا عن إتقانه اللغة ومخارج الحروف .

 بقي أن نشير إلى إرادة التنفيذ التي يتمتع بها الشخص الشجاع لأقواله طالما كانت صحيحة وموضوعية تهيء الكمال لشخصيته في قدرة متوازنة بين الإقدام حيثما تطلب الموقف والإدبار والتراجع عن الأخطاء وليس هذا فحسب بل الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وهو ما يجعله قادرا مطمئنا على اتخاذ القرار والتحدي للمواقف الضاغطة ولا يستسلم لها .

 أما الجبان فهو خلاف كل ماذكرنا من صفات للشخص الشجاع حيث تجده ضعيفا في ذاته متألماً مستسلماً يتملكه إدراك مضطرب ودوني للذات وارتفاع القلق بشكل كبير لديه يصل درجة الهلع كما تراه متلونا مع كل موقف في علاقاته وأعماله واتصالاته متكيفا مع جميع المواقف حتى لو كانت متناقضة في وجدانه الداخلي معتمدا أسلوب المجاراة (الانبطاح) للآخر وبإرادة مسلوبة فضلا عن كونه كذابا ضعيف الإرادة أسيرا للشعور بالعجز والدونية والخوف من كل شيء ..

 بعد هذا العرض الموجز والمختصر أترك لكم حق اختيار الوصف الذي يتوافق مع أركان العملية السياسية في العراق والمسؤولين فيه من الرأس حتى القدم.. فهل هم شجعان أم جبناء ؟؟؟ .

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك