[ وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ] كثيرة هي القرارات الظالمة و العاجلة الصادرة و التي تفقد شروط اطلاق العنوان عليها بأنها قرار ، بل هي بحقيقة ثبوتها لا ترتقي لتكون قرار اصلا . حيث ان المعنى المدرك من كلمة القرار هو عملية عقلية يقوم بها المرء لاختيار طريقة القيام بفعل معين أو قول معين من بين عدّة خيارات ممكنة مع الأخذ بعين الاعتبار في أغلب الأحيان الأهداف المنشودة أو الطرق السليمة أو الاراء المناسبة لشخصية متخذ القرار التي تحدد ماذا يهدف من اتخاذ القرار . اذن القرار ما قُرِّر و ثبَت عليه الرَّأْي، ما صمَّم عليه الإِنسان بعد التَّفكير و مضَى فيه بثَبات . ان هذه المعاني و غيرها مما هي متعلق بالقرار و من ناحية شروطه و اهدافه لا نجدها في الكثير من القرارات التي صدرت و خصوصا المصيرية . محل الشاهد : ان ما نشر من القرار الذي ينص ان وزارة التعليم العالي و البحث العلمي تقرر اجراء الامتحانات حضوريا في القاعات بعد ان قضى الطالب تعليمه الكترونيا ، و بغض النظر عن عدم التناسب الطردي بين التعليم الالكتروني و الامتحان الحضوري ، نقول : ان ارتفاع عدد الاصابات بالفايروس كورونا الى ( 7000 ) اصابة ، واكثر ، يجعل من الصعوبة اجراء الامتحان حضوريا ، فضلا ان الامور الوقاية الصحية المطلوبة لتحقق الامتحان الحضوري صعوبة تحققها على الواقع ، وان القول بتطبيقها بين الطلبة انما هو عبارة عن تنظير لا اكثر ، لان الكل على معرفة عن مساحة القاعات في الجامعات الحكومية فضلا عن القاعات في الجامعات الاهلية و عدد الطلبة ، و هذا مما لا طاقة لسيطرة عليه ، اضف اجراءات الفحص الطبي و تعقيداتها و التي من المؤكد لن ترتقي في وضع الظروف الموضوعية للامتحانات و تجمع الطلبة الى مستوى الطموح و الدقة و التنفيذ . ان هكذا قرار ظالمة كان يجب عدم الاسراع و القطع بصدورها ، و خصوصا انه متعلق بحياة الطلبة و هم لبنة البناء و مستقبل البلاد ، و ان و وزارة التعليم العالي ، على دراية كاملة عن صعوبة تطبيق الفقرات المشروطة في الموافقة . اضف ان الوزارة المشار اليها اعلاه كان اصل القرارها السابق يشير الى اعطاء المادة عبر الوسائل الكترونية ، فما هو الداعي ان يكون الامتحان حضوريا ، و خصوصا مع تزايد عدد الاصابات ؟!! و نعجب من هكذا قرار في ضوء انتشار سلالة جديدة من فايروس كورونا و ارتفاع عدد الاصابات ؟!! كنا نتمنى من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ان يكون قرارها على ضوء الفرضية التطبقية الواقعية القائلة من المستحيل دقه الفحص و استكمال الاجراءات الوقاية الصحية ، وليس على اساس الفرضية النظرية فقط و التي ممكن بها سرد كثير من الامور و التي قد تكون صعبة التطبيق ضمن الواقع المتاح . كلنا امل في وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ، اعادة النظر بالقرار والنظر الى نتيجة حياة طلبتنا اولى ، اضافة الى ذلك مراعاة الحالة النفسية للطالب و الواقع و عدم الضغط عليه اكثر من خلال هذه القرارات . اللهم احفظ الاسلام و اهله اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha