منهل عبد الأمير المرشدي ||
أبعث اليك سيدي أبا جعفر رسالتي بعد واحد واربعين سنة من رحيلك الى الرفيق الأعلى مضرجا بدمائك الزكية شهيدا على يد اشقى الرعاع واعتى الطغاة وسلطان الجهل والظلام الذي اغاضه سنا علمك البهي وإشعاع بهائك النقي وصدى روحك المتألقة حضورا وقداسة ونبراس .
ابعث اليك سيدي أبا جعفر بعد سبعة عشر عاما على سقوط الصنم المقبور ذليلا كما توعدته مهزوما كما وعدته ليكون يوم استشهادك سيدي وارتقائك الى جنان الصديقين والصالحين في التاسع من نيسان هو ذاته يوم سقوط الظالم المأبون الدعي المقبور ليرسم معجزة الله في إنصاف عباده المخلصين وإذلال الطغاة الظالمين فسبحان الله العلي العظيم .
ابعث اليك سيدي لأشكو لك ما فعل المنافقون وما ظلم الظالمون وما عاثوا في الأرض فسادا حيث يلوح كلامك مصداقا لما أمسوا عليه بعد ان ملكوا دنيا هارون فطبع الله على قوبهم وصمّت آذانهم فخانوا العهد وأخلفوا الوعد وطغوا وتجبروّا ولم يعد ينفع بهم نصح ولا رشاد وليس فيهم أمل بإصلاح او سداد واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
لقد صار اسمك سيدي عنوانا ينتسب اليه الجميع من دون ان يراعوا حرمة ولا يحفظوا ذمة وحيثما جلنا وتجولنا نرى صورتك معلقة على جدران قصورهم وفي مكاتب عروشهم ليأخذوا من إسمك وإرثك سلمّا للوصول لغاياتهم لتحقيق اهواء انفسهم الأمارة بالسوء وسبيلا لإقناع أنصارهم وخداعا لأحبابك من الفقراء والبسطاء والمظلومين الذي عشقوا فيك روح التحدي وجلالة العلم وبلاغة الفكر وعدالة النهج فأعتقدوا واعتقدنا وتوقعوا وتوقعنا إن لهم في بحرك وصل وصلة وعندهم من عندك شيئا من قبس او بقية من روح زكية ونفس نقية لكنهم يا سيدي لا يشبهوك بشيء ولا يعرفوك بشيء ولا ينتموا لعطائك في شيء ولا يستحوا منك ولا يخافوا الله في انتسابهم اليك ولا شيء فيهم منك ولا حرف واحد من مدرستك الأبية الخالدة روحا وخلقا وموقفا وشجاعة وتحدي .
عذرا سيدي ان كنت اشكوا اليك حزني وتعاستي وبؤسي فقد انتظرناهم ومضة للأمل ومشروعا للحياة وسراطا للعدل وصوت للحق فإذا بهم دعاة لليأس وعنوان للموت والقنوط ومنابر للظلم وعروش للباطل . لقد اوغلوا في عذاباتنا وتلاعبوا فوق جراحاتنا ولم يفسدوا فحسب انما صاروا عنوانا للفساد والنفاق ، وليتهم فشلوا وأعترفوا بالفشل أو اعتذروا ، بل هم قي قاع الضحالة ومنتهى الوقاحة فمللنا رتابة صدى اصواتهم حيث أطرشوا الأسماع وملأوا بنفاقهم سطور تغريداتهم .
انهم منافقين بإمتياز باعوا ما لا يباع واستباحوا ما فوق المستطاع وتنازلوا عن دماء الشهداء وتناسوا قداساتنا وتضحياتنا ونزف جراحنا فأفقدهم الله شجاعة الرجال ونعمة الحياء وأمدهم في طغيانهم واعمى بصيرتهم .
عذرا سيدي ابا جعفر وهنيئا لك مثواك في عليين وارتضاك الله مع الصديقين شهيدا شفيعا لانصارك المؤمنين اما الذين ظلموا فخزي في الدنيا وعذاب في الآخرة والى جهنم وبئس المصير .
https://telegram.me/buratha