المقالات

مفردات للشهيد شريف اسماعيل المرشدي ..

2275 2021-04-13

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

لأ أتذكر الشهيد العميد إسماعيل شريف المرشدي آمر اللواء 56 الرئاسي لإنه إبن عشيرتي ومن ابناء عمومتي فحسب فذلك أمر يحق لي أن اتباهى به وافتخر لكن إسم الشهيد شريف يلوح في أفق مساحة ما أرى في العراق من ضباب وغبار وغش واختفاء للحقائق وإنقلاب للوقائع .

كان الشهيد العميد شريف شريفا في المعنى وفي الذات .

 شريفا في العمل وفي الحياة .

شريفا في الأصل والنفس والروح وكل ما يعني الشرف من مفردات .

 لم يكن موته في رصاصة غدر بقاطع سامراء خلال توجهه الى محافظة نينوى أيام الحرب على داعش في زمن الرئيس حيدر العبادي صدفة .

لم تكن رصاصة غفلة بل كانت رصاصة قصد مقصودة في خطة مرصودة اطلقها الرعاع إلزاما لتنفيذ كما كان قبل ذلك .

وماذا كان قبل ذلك وانا الشاهد الحي والعارف بالأمر بحكم اليقين .

لقد كنت في ضيافة الشهيد شريف بمكتبه برئاسة الوزراء حيث اجد نفسي في حضرة إنسان بما تعنية كلمة الإنسان , اخلاق وتواضع وأدب وروح صافية ونفس نقية في الصدق والنزاهة والإخلاص للعراق ولا شيء عنده أسمى واغلى من العراق .

في تلك الزيارة وجدته منزعجا مما تعرض له من أحد الشخصيات الكبيرة داخل المنطقة الخضراء حيث حصل صدام معه بسبب رفض العميد الشهيد إخراج مبلغ سبعة ملايين دولار مخبأة في سيارة حماية ذلك الشخصية بعد ان تم ابلاغ العميد شريف من قبل المسؤولين عن حماية البوابة الرئيسية للخضراء  بعثورهم على المبلغ في سيارة حماية الشخص المنوه عنه من دون وثيقة او ما يدل على شرعية حيازتها او خروجها .

 حينها والحديث للشهيد المرحوم لي شخصيا ذهب بنفسه ومنعهم من خروج المبلغ مما حدا بالشخصية المعنية بالحضور بنفسه في محاولة لإقناعه بالسماح لهم بالمرور فكان موقفه الرفض وفقا للقانون ولا شيء فوق القانون فكان رد الشخصية له .( طيب .. هذا تحدي لي وسترى كيف تكون نهاية من يتحداني !! ) .

 هذا بالنص ما سمعته من الشهيد شخصيا وهو يشكو لؤم نفوس المسؤولين وفسادهم وفضائحهم وكيف إن الدنيا بعنيه لا تساوي بعوضة ثم استذكر لي كيف قاتل الدواعش وكيف انجاه الله من موت محقق في قاطع الشرقاط وفي قاطع ديالى وان الحياة لا تستحق ان تكون غاية الإنسان المؤمن الا بما يرضي الله .

بعد تلك الزيارة بثلاثة أيام فقط تلقيت عبر الهاتف ليلا إتصالا من الشيخ رسم آل ضيدان ينبؤني عن تعرض العميد شريف الى رصاصة في الرأس في قاطع سامراء ,  تلك الرصاصة الغادرة من ايدي الجبناء التي لم تمهله طويلا حتى فارق الحياة في المستشفى بعدما لحق به القتلة الهمج الرعاع الى صالة العمليات ليتأكدوا من مقتله وينقلوا نبأ( انتصارهم) الى معية قائدهم .

احداث تذكرتها واتذكر ما فيها حين جلست مع الشيخ عامر المرشدي ابو عبد الله في مجلس العزاء وهو يخبرني ان حيدر العبادي طمأنه ان الجناة في السجن وانه وليّ الدم وان القاتل سينال جزاءه بالقانون .

مرت الأيام  من دون ان نرى قاتلا ينال العقاب  ولم نرى القانون وراح العبادي وجاء عبد المهدي وجاءت "ثورة" تشرين التي اختلط فيها الحابل بالنابل فكان من ثمارها رصاصة غدر اخرى تنال من الشيخ عامر ابو عبد الله ليستشهد مظلوما مغدورا بكل ما يحمل من قيم واخلاق ورجولة  وليس هناك ولي للدم ولا سائل ولا مجيب!

أخيرا وليس آخرا اقول إذا كان دم الشهيد العميد خضر آمر اللواء المخصص الاقتحام مركز الموصل في الشرطة الإتحادية في جوار منارة الحدباء في قتاله البطولي لعصابات داعش ما يقر العين ويرفع الرأس فأن استشهاد الشهيد العميد الركن شريف وكذلك الشهيد الشيخ أبو عبد الله من دون ان يكون القتلة المجرمين تحت طائلة العقاب ولا زالوا موجودين  ومن معهم يعيثون في الأرض فسادا فإن ذلك يترك في القلب غصة وأسى وفي الذات حرقة وهضيمة وغضب  فالجنان والخلود للشهداء والخزي والعار للقتلة الجبناء وحسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك