🖋 قاسم سلمان العبودي ||
نعي جيداً أن حكومة الكاظمي بكل أركانها الوزارية تسير وفق مخطط مرسوم تقوده بشكل هاديء وسلسل جداً . تعرف هذه الحكومة أن الشعب مستضعف ولايستطيع أن يغير من الواقع شيئاً .
أسقاط حكومة عبد المهدي والمجيء بحكومة الكاظمي ، فضلاً عن تعويم الدينار العراقي ورفع سعر صرف الدولار وكل التداعيات الأخيرة حدثت والكتل السياسية صاغرة ومستسلمة لهذه القرارات الجائرة التي طالت شرائح المجتمع العراقي بأكمله . المراد من هذا كله وضع العراق بين أمرين لا ثالث لهما ، الأول ، أحراج الكتل السياسية أمام جمهورها وخصوصاً الشيعية منها كونها الأفقر بين مكونات الشعب بأكمله ، مستغلة عدم تقديم الخدمات لجمهورها ونقمته عليها مما وضعها بأحراج كبير ، ونعتقد سوف تصفر في الأنتخابات القادمة أن لم يكن هناك تزوير فيها ، وهو المطلوب من قبل السفارة الأمريكية التي أصبحت تعاني كثيراً من تلك الكتلة التي تدين بالولاء لأيران بحسب رواية واشنطن . والأمر الآخر الضغط على الشعب والحكومة القادمة بمسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وخصوصاً هناك زعامات دينية أسلامية شيعية أبدت مرونة كبيرة في هذه المسألة ، عابرة بذلك للثوابت الأسلامية .
الحكومة القادمة يجب أن تكون وفق مزاج واشنطن وليس وفق مزاج الشعب والكتلة الأكبر . فلا كتلة شيعية أكبر ، وأن كان هناك كتلة أكبر ربما تفرزها الأنتخابات ، يجب أن تكون هذه الكتلة متراخية القرار ومستعدة لشق البيت الشيعي في مسألة التطبيع . ربط العراق بقروض وأفقار الشعب ، فضلاً عن الأستقطاعات الضريبية تصب في خانه واحده ، هي القيادة الأمريكية للعملية السياسية ليس ألا .
هناك من هو مستعد لهذه القيادة ، وخصوصاً المكون الكوردي الذي بدأ يحتضن القواعد الأمريكية ، والمراكز التجسسية الصهيونية في شمال العراق ، ضارباً عرض الحائط الأنتماء الوطني . فضلاً عن ذلك أن المكون السني أبدى مرونة كبيرة في مسألة التفكير الجدي بأقامة علاقات مع الصهاينة وذلك بضغط خليجي من خلال ضخ الأموال للكتل السنية المشاركة بالعملية السياسية ومحاولة أرضاء جمهورها من خلال تقديم بعض الخدمات لأسكاتها في وقت لاحق . المشكلات في تفاقم ، والمحتل الأمريكي يتلاعب بالكتل السياسية ، ومحاولة صنعهم وفق الأجندة الأمريكية ، حتى تكون الحكومة القادمة حكومة تطبيع بأمتياز .
في الطرف الآخر تقف بعض الكتل الشيعية بمواجهة هذا المخطط ، لكنها لا تمتلك أدوات المواجهة الحقيقية وهو الجمهور . فقد خذلت جمهورها على مدى ١٧ عاماً ولم تقدم له مايستحق من خدمات أو بنى تحتية . لذلك نعتقد أنها اليوم تواجه مصير مجهول وسط هذا الركام الهائل من السياسات الخاطئة ، وخصوصاً هناك كتلة شيعية أو أكثر تحاول السباحة مع التيار الأمريكي الخليجي ، في محاولة للأستحواذ على رئاسة الوزراء بأعتبارها من حصة المكون .
اليوم تمر العملية السياسية بمخاض عسير جداً ، فأذا لم يكن هناك تصحيح حقيقي وتقويمي فأن البلد ذاهب أما الى التطبيع المذل والمخزي ، أو الى الفوضى الخلاقة ، وفي كلتا الحالتين فأن الطرف المستفيد من هذا كله هو الكيان الصهيوني ولا أحد غيره .
https://telegram.me/buratha