كندي الزهيري ||
رمضان هذا الشهر العظيم الذي خص الله به المسلمين من دون الامم والشرائع والأديان الاخرى ،احتراما وتكريما الامة محمد وقبلها للنبي محمد صل الله عليه وآله ، وهو أيام الله التي دعى بها المسلمين إلى ضيافته ، ففتح به البركة والرحمة وقبول الطاعة، ولكي لا تشق على المسلمين صيامهم جعل من الشيطان مكبل وغير قادر على فعل شيء ، كل ذلك باب من ابواب الرحمة والمغفرة.
لكن مع الشديد الاسف فإن أولى أيام هذا الشهر العظيم تبدا القنوات الفضائية بشكل عام والعراقية منها بشكل خاص على بث كل مادة سامة و سفيه ومتردي ونطيحة من المواضيع الاعلامية والبرامج والمسلسلات والمقالب بحجة " التسلية للصائم " هذا بحد ذاته مضحك الان تسليت للصائم تكمن في العبادة وليس بالنظر إلى الفنانات أو الفنانون الذين باعوا رسالتهم وتحولوا إلى جسد عاري ربحي سخيف وغير محترم.
لتقوم هذا القنوات مقام الشيطان وتزيد في رمضان من أجل تدمير العقول وزرع بذره الرذيلة والفساد بكل اشكاله ، مخترقة كل اسرة وكل عقل شبه يقض ،فما بالك اذا كان المتلقي لا يفرزن بين الصالح والطالح؟؟.
مع ذلك نستغرب من الفنانين الذين تركوا رسالة الفن وتحولوا إلى مشروع تفتيتي ولا اشك بأن الفنانين لا يعلمون بذلك المشروع بحت التمثيل الربحي، ليعكسوا اسوء شكل من اشكال الفن ( المنحط) ،
ان الفن رسالة سامية تعكس حضارة شعب وثقافته وتاريخه ومستقبله يترجمها الفنان إلى واقع يعكس صورة حقيقية لثقافة امة إلى العالم.
ما نشاهده هو عكس صورة مشوهة للعالم ضمن ما يريده المنحطين والمخربين للعقول والفن لخدمة الاجندات خارجية أو داخلية .
ومن الصعب جدا أن تجد الفنان يبع نفسه الانه يعتبر من الطبقة المثقفة من المفترض ذلك، وحامل رسالة شعب وتاريخه،
ما نشاهده اليوم يجعل من بعض الفنانين بين أمرين الاولى اما هم لصوص الفن وليسوا فنانين اي دخلاء على الفن .
والثانية ؛ واما باعوا انفسهم ورسالتهم وشرفهم من أجل حفنة من المال يقدمها لهم مبتز فاسد.
اليوم على النقابات الإعلامية وعلى كل اعلامي شريف مهما كان موقعه ان ينتقد انتقاد بناء من أجل تقويم الفن في العراق وارجاعه إلى البوصلة الحقيقية ،وحمايته من ( سفهاء الفن) و ( المبتذلات الجسد مقابل المال) وأن يوضع حد لهذا التسيب لتلك الانتاجات الاعلامية لحماية الاسرة والمجتمع من خطر كبير يسبب الموت الاخلاقي في كافة المجالات مما يؤدي إلى فساد عام تترتب عليه بعد ذلك اثار سلبية تترجم إلى الواقع والامثلة كثيرة في هذا الموضوع ، ويعكس صورة مشوهة عن المجتمع العراقي .
نعم منذا ٢٠٠٣ م إلى يومنا هذا كل مفاصل في هذه الدولة تعج بالفساد والهرج والمرج من دون رادع حقيقي ، لكن الإعلام له الدور الأكبر والفنان صاحب الرسالة ، عليه مهمة كبرى لإصلاح المجتمع ومحاربة الفساد، لكن ما يجري العكس فأصبح بعض الفنانين يسعون في فساد المجتمع اكثر من بعض السياسيين.
الفن رسالة انسان ،ويجب أن توضع بيد انسان صاحب رؤية حقيقية وليست بيد انسان لا يرى سوى مصالح الشخصية على حساب الحق. الفن سمعة بلد والفنان سفير ذلك البلد ...
https://telegram.me/buratha