المقالات

المقاصدُ الضائعة..في الأغلاطِ الشائعة (39)

1048 2021-04-23

 

 

إعـداد : محمد الجاسم ||

 

" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف

تزخرُ لغتُنا العربيةُ المعاصرة بكمٍّ هائلٍ من كلماتٍ دخيلةٍ أو مغلوطةٍ أو محـرَّفةٍ . وبمرورِ الزمنِ والتداولِ اليوميِّ على الألسنِ وفي الكتب الرسمية والمخاطبات العامة ووسائل الإعلام والصِّحافة والرسائل الجامعية ومنجزات المبدعين الأدبية ويافطات أسماء الدوائر والمحالّ التجارية وعيادات الأطباء وغيرها، قد تسللت إلى لغتنا خلسة، حتى أصبحت من فرط تناقلها واستخدامها شائعةً ومقبولةً لدى القارئ والسامع ، ورسخت في الأذهان وانطلت على المتداولين إلا لذوي التخصص، فأمست المقاصدُ ضائعة ، في خضمِّ الأغلاطِ الشائعة.

لذلك أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقة جديدة من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضان العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).

(39)

ـ لماذا يكتبونه ( عنترة ابن شداد )؟

أثناء بحثي ـ في محرك البحث الرقمي ـ عن بيت من الشعر منسوب الى الشاعر العربي عنترةَ بنِ شداد، فوجئت أن موقعاً مختصاً بالشعر والعربية، كتب (ابن) بدل (بن) شداد، وأوغل في الغلط الإملائي بإثبات التسمية باللغة الإنجليزية ، فكان عنوان مقالة أدبية عن الشاعر هكذا : " مَنْ هو عنترة ابن شدادAntarah ibn Shaddad "،وهذا غلط واضح،إذ لايجوز إثبات همزة ( ابن ) إذا وقعت بين عَلَمَيْنِ (اسمَيْ عَلَم ) ، وكانت هي نعتاً (أو بدلاً) للاسم قبلها،كقولنا: " كتب عليُّ بنُ أبي طالبٍ الى معاويةَ بنِ أبي سفيان " ،وفي ذلك تفصيلٌ لغويٌّ طويل.

ـ عمَّرَ الله أعمارَكم !

قال البوصيري في قصيدة شهيرة يمدح فيها رسول الله (ص)،مطلعها:

" بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ ... وَتُغْتَفَرُ الخطايا وَالذُّنوبُ "

الى أن قال فيها  :

" وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً ... تُوُفّي وهوَ مَنْضُودٌ شَنيبُ "

وقد وردت مفردة ( مُعَمِّرٌ ) بصيغة اسم الفاعل، لمن طال عمرُهُ، وقد عجبت لذلك، إذ أن الإنسان لايُعَمِّرُ نفسَهُ بنفسِهِ، إنما الذي يُعَمِّرُهُ ويطيلُ عمرَهُ هو الله تعالى خالقه، ولذلك قال تعالى :

" يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" (96البقرة) ، ورد الفعل ( يُعَمَّرُ ) بصيغة مالم يُسَمَّ فاعلُه (المبني للمجهول)، والمُراد من الآية الكريمة ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمِّرُهُ اللهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) ،و يكون اسم العلم وفقاً لذلك ( مُعَمَّراً ) وليس (مُعَمِّراً).

 

ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك