علي السراي ||
تسقط حكومات ورؤساء حكومات وأحيانا ينتحر مسؤول ويستقيل وزير هنا ووزير هناك نتيجة
لشعورهم بالذنب جراء
كارثة يتسببون بها وتقصير منهم في عملهم وهذا يقيناً يحدث في الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها ومواطنيها ناهيك عن المحاكمات والتحقيق في هكذا نوع من الحوادث والكوارث بعدها يتم الاعتذار والتعويض والتعهد بعدم تكرار ذات الخطا والاتعاض منه والحذر من أن لايقع ثانية ويكلف أرواحاً بريئة...
أما في العراق..... فلو قتل نصف الشعب العراقي في يوم واحد وأُزهقت أرواح أبنائه ( وانبش سنسفيلهم ) مانشوف لا حكومة تستقيل ولا رئيس وزراء ولا وزير ولا مسؤول يقدم استقالته أو يتحمل مسؤولية ماجرى بل العكس تماماً يخرجون علينا من خلال قنواتهم الرسمية الصفراء وبكل خسة ونذالة ووضاعة وبجاحة وقباحة وصلافة يدافعون عن أنفسهم بشتى الطرق الخبيثة والاعذار الباردة وأحياناً أخرى يجدون لهم كبش فداء لاحول له ولا قوة لتحميله المسؤولية وشعارهم ليذهب الشعب كل الشعب الى الجحيم في قبالة الكرسي الحقير حتى أصبح وأمسى العراقي مجرد رقماً عادياً يضاف إلى سجل الأموات يومياً وكأنه حشرة لاقيمة لها وهذه هي الحقيقة وأتحدى من يأتيني بغيرها وأبسط دليل على ذلك هو سجن الحوت وبقية سجون خمسة نجوم في العراق و التي يقبع فيها عُتاة قادة الإرهاب السعودي من سفاحي ومجرمي الدواعش الذين أولغوا بسفك دماء الشعب العراقي وهم يتنعمون في تلك الفنادق بإنتظار تسويات سياسية بين حكومة التحاصص وأحزابها حتى يتم إطلاق سراحهم واليذهب دم ضحاياهم إلى الجحيم وهنالك ألالاف من الشواهد غيرها
فأي عار وحضيض واقع مرير ومستنقع رذيلة نعيش فيه اليوم في ظل حكومات يتسابق مسؤوليها على سرقة البلاد والعباد تاركين الشعب لقمة سائغة لإنياب العوز والفقر ونقص الخدمات وكأنهم في واد والشعب بأخر...
إن ماجرى بالامس في مستشفى ابن الخطيب وقبلها من كوارث ماهو إلا نتيجة حتمية للفساد المستشري والضارب أطنابه في كل مفاصل الدولة ونظامها المحاصصاتي البغيض ووضع الرجل الغير مناسب لها الحزب أو التيار في المكان الغير مناسب والنتيجة هي استمرار ناعور الدم المراق في الدوران ليُكلفنا دماء بريئة قادها حظها العاثر لتكون ضحية بين براثن هذا المسؤول الفاسد أو ذاك، وعليه فإن
أقل إجراء يجب ان يُتخذ هو إقالة الحكومة وتقديم المسؤولين المقصرين فيها الى المحاكمة تماماً كما يحدث في الدول الاخرى كي يكونوا عبرة ودرس لغيرهم وعدم تكرار كوارث يذهب ضحاياها الابرياء وهذا أقل إجراء في قبالة الدماء المسفوكة كل يوم هنا وهناك بسبب تقصير الحكومة ومسؤوليها...
رحم الله المتوفين جراء احداث مستشفى الخطيب والشفاء العاجل لكل المصابين والجرحى والعار كل العار لكل مسؤول لا يخاف الله في حرمة أرواح ودماء هذا الشعب الصابر والواقع بين مطرقة آفة الفساد وسندان المحاصصة البغيضة...ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha