المقالات

ثقافة من القران الكريم / 10


 

🖋️🖋️محمد شرف الدين ||

 

قال تعالى

" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "

هذه الاية المباركة تبين للإنسان المؤمن أسلوباً من الأساليب العدائية التي يستخدمها العدو – مطلقا سواء المشرك والكافر بل حتى المنافق – وهذا الأسلوب هو " النسيء" الذي يراد به التأخير قول الراغب في مفرداته " النَّسْ‏ءُ: تأخيرٌ في الوقتِ، ... و النَّسِيئَةُ: بَيْعُ الشي‏ء بالتَّأْخيرِ"  فقد كانت العرب الجاهلية  تستخدم هذا الاسلوب للتحايل والتلاعب في وقت الشهر الحرم التي قد حرموا القتال فيها – وقد أقر الحق تعالى حرمة القتال في هذه الاشهر الاربعة – بحيث يؤخرون شهر محرم –مثلا- الى ما بعده فيتقاتلون في شهر محرم الحرام ويتوقفون عن القتال في شهر غيره ، حتى يقنوا الاخرين بانهم ملتزمون بقاعدة حرمة القتال في اربعة اشهر من السنة ، وبعبارة حديثة المراد هنا التلاعب بالتعاليم الالهية ونشرها- التعاليم المزيفة – بين صفوف الناس ، وهذا ما اكثر مصاديقه في وقتنا الحالي :

فيوجد اسلام امريكي – اي تلاعب امريكي في التعاليم الالهية الحقة – يحتوي على الذل والخنوع والتسليم لقراراتهم المشؤمة ، اسلام الطاعة للطاغوت ، اسلام الخوف والرهبة من القوى الشيطانية ، اسلام الفرقة والتفرقة بين صفوف المسلمين ، اسلام التعدي على حقوق الاخرين  ، اسلام جعل العالم يعتبر صورة لالتقاء طفلة مع جدتها  في دار العجزة وهي لا تعلم بها لان والدها أخبرها بأنها ذهبت إلى زيارة بعض الاقارب هذه الصورة الأكثر حزنٍ في العالم ،متناسين  صور الاطفال الذين يموتون بسبب القصف الصاروخي اليومي لادواتهم المرتزقة في حربهم على الشعب اليماني المظلوم ......

وكذلك يوجد اسلام علماني – اي تلاعب علماني في التعاليم الالهية الحقة – فيحتوي على مفهوم القشرية للاحكام الحقة ، فالحجاب على النساء عبارة عن التغطية مطلقا فلا دخل لالوان الزينة ولا التبرج ولا اللباس الغربي ، وكذلك افراغ الدين من محتواه الاساسي وهو الجانب الاجتماعي حيث يدعون لاقامة الصلاة ولكن لا تنظر الى حقوق الاخرين وتريد نصرهم باعتبار هذا من الامور السياسية ولا دخل للدين بالسياسة ،

فهذان الصنفان قد يعتبران من انواع النسيء لانهم قد اخروا ما حقه التقدم ، وتلاعبوا بالاحكام حتى يزينوا الاعمال بين صفوف المسلمين ، ولكن الحق تعالى يؤكد ان هذا التلاعب والتاخير في اقامة التعاليم الالهية انما هو كفر بل زيادة في الكفر ،

اعاذنا الله واياكم من الكفر والنسيء بحق محمد واله الطيبين .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك