د. عائد الهلالي ||
قبل كل شيء انا من المرحبين جدا لزيارة وزير الخارجية الإيرانية الى بغداد لما لهذه الشخصية من ثقل دولي كبير رضى الاخر ام لم يرضى فهو مهندس الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة ٥+١ ويمتلك ثقل وحضور سياسي إقليمي ودولي اما عن الأجندة التي يحملها الضيف المحترم فهي ذات ثلاث ابعاد محلي عراقي واقليمي ودولي وما ان وطئت قدماه ارض بغداد حتى بدء ببرنامج الزيارة والتي امده يومان فبعد ان اكمل الجانب البروتوكولي مع وزير الخارجية العراقي ورئيس الجمهوريه توجه على الفور واجتمع بالفرقاء الشيعة والذين لم يلتقوا منذ فترة طويله حتى تحت اشد الضغوط قسوة والتي كادت ان تودي بمنصب رئيس الوزراء خارج حسابات المكون الشيعي ولان الذي كان يحمل عصى المايسترو ويروض الافاعي قد اختطفته يد المنون ولان البديل لم يكن بذات التأثير فكان لابد من وجود المعلم نعم المعلم فيبدوا اننا لازلنا تلاميذ في مدرسة السياسة بل واقول البعض اميون ولا ندرك حجم الضغوطات والتحديات التي تواجهنا ونتعرض لها ففي الفترة الاخيرة نجد ان غياب التأثير الشيعي على صناعة القرار السياسي للدولة العراقية بات واضحا ويحتاج الى تداخل جراحي لاستأصال هذا المرض والذي دب في اوساط المكون وقياداته نتيجة اسباب عديدة واهمها صراعهم على مساحات القواعد والنفوذ لمرحلة الانتخابات القادمة وانشغالهم التام بها فكان ايقاع الأداء السياسي في البلد اخذ في التردي فدبت المشاكل في كل مفاصل الدوله ولا يوجد أي حل بالافق ولربما سوف يترتب اثر سلبي جدا على اداء الدولة العراقية بشكل عام والمكان الشيعي بشكل خاص فكان حضور المعلم واجب لترتيب اوراق البيت الشيعي اولا والدولة العراقية ثانيا فحضر الجميع مطرقين يستمعون لنصائح المعلم وما مطلوب منهم للفترة
القادمة فلا يوجد كتله شيعية قادرة على ان تبتلع المكونات والاحزاب الشيعية الاخرى وان تنفرد بمنصب رئيس الوزراء بل الكل سوف يشارك بهذا الامر على شاكلة السنين الماضيه ولا داعي لابراز العضلات والكف عن النزول المسلح الى الشارع من قبل الفصائل المسلحة تحت اي ذريعة والحد من استخدام الكاتيوشا حتى نفوت الفرصة على الاخرين هذا من جانب اما الجانب الاخر فهو تسوية الامور الاقتصادية بين البلدين فأيران تعتبر شريك اقتصادي لا غنى عنه من العراقيين لا اليوم ولا حتى بعد مئات السنين وهنالك الكثير من المتعلقات بين البلدين ولابد من وضع اللمسات لحلحلتها وخصوصا موضع الديون العراقية لايران على العراق جراء تزويدنا بالغاز ونحجم على عدم التسديد بالوقت ذاته نسدد للشقيقة الكويت التزاماتنا الماليه تجاههم اما الجانب الإقليمي فالامور باتت واضحة للجميع فالعراق يلعب دور كبير جدا في نزع فتيل الازمة ما بين دول الخليج وايران وهنالك جولات قادمة سوف يتم ترتيبها بين الطرفين داخل العراق لانهاء ازمة اليمن والصراع السعودي اليمني من خلال ضعط ايران على جماعة انصار الله وكما ان ايران تريد ان يكون دور للعراق في حل المشاكل الدولية الإقليمية والدولية مثل الملف السوري وكذلك ملف ايران النووي وسبق لمجموعة ٥+١ ان اجتمعت في بغداد وهذا يعكس جانب ايجابي لبغداد على المستوى الدولي وهذا ماتريده ايران فاستقرار بغداد واستقلال قرارها السياسي يعني لا حاجة لقوات اجنبية في العراق وبالتالي نزع فتيل التهديد التي تواجهه طهران جراء هذا التواجد علما ان ايران ليست بحاجة الى مزيد من التصعيد وخصوصا بعد حرب الناقلات بينها وبين الكيان الصهيوني لهذه الاسباب مجتمعه كان حضور المعلم .
https://telegram.me/buratha