المقالات

المقاصدُ الضائعة..في الأغلاطِ الشائعة(43)

1347 2021-04-27

 

إعـداد: محمد الجاسم ||

 

" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف

تزخرُ لغتُنا العربيةُ المعاصرة بكمٍّ هائلٍ من كلماتٍ دخيلةٍ أو مغلوطةٍ أو محـرَّفةٍ . وبمرورِ الزمنِ والتداولِ اليوميِّ على الألسنِ وفي الكتب الرسمية والمخاطبات العامة ووسائل الإعلام والصِّحافة والرسائل الجامعية ومنجزات المبدعين الأدبية ويافطات أسماء الدوائر والمحالّ التجارية وعيادات الأطباء وغيرها، قد تسللت إلى لغتنا خلسة، حتى أصبحت من فرط تناقلها واستخدامها شائعةً ومقبولةً لدى القارئ والسامع ، ورسخت في الأذهان وانطلت على المتداولين إلا لذوي التخصص، فأمست المقاصدُ ضائعة ، في خضمِّ الأغلاطِ الشائعة.

لذلك أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقة جديدة من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضان العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).

(43)

ـ التفقيط.. والتنقيط

من الأغلاط الشائعة في الصحافة والإعلام ، أن ترد كلمة (فقط) في سياق جملة ، وأحياناً ليس لها علاقة بالعدد..مثال :

 " العراق يصدِّرُ النفط فقط عن طريق أوبك " أو.." صديقي ينظمُ الشعرَ فقط "، أو " الوزير هو المسؤول عن الإهمال فقط "..وهذا مجانب للفصاحة.. ينبغي أن يكون التفقيط بأن تُقرَن (فقط) بعدد ، وبعدها يكون التنقيط ،لئلاَّ يُزاد عليه ..مثال:

 " لديّ ولدان فقط ." ، " حضر للدرس هذا اليوم عشرةُ طلابٍ فقط .".

ـ تَحَسُّباً ..

من الأغلاط الشائعة أيضاً كتابة كلمة ( تحسُّب) ، حيث ترد في المخاطبات والبيانات الأمنية والعسكرية عبارة :" تحسُّباً من وقوع طارئ " .وفي الأمثال :" مَنْ لم يتحسَّبْ للعواقب، لم يكن الدّهرُ له بصاحب." وتعني مَنْ لم يحتَط ولم يحترس..وهذا غير فصيح..ينبغي أن نقول : ( تأهُّباً )، أو ( ترقباً)، أو( تهيُّؤاً )، أو (استعداداً ) أو (تخوفاً من) لأن التحَسُّبَ من الإحتساب، وهو الإكتفاء والتوكُّل..قال تعالى :

"  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ " ١٢٩ التوبة،أي أكتفي به تعالى وأتوكل عليه.

 ـ شذا.. وليس شذى

سألتني إحدى زميلاتي في العمل، إن كان اسمُها المثبتُ في هوية الأحوال المدنية (شذى) بالألف المقصورة ،صحيحاً، فأجبتها، إنه ليس صحيحاً، يجب أن يكتب (شذا) بالألف الممدودة ،لأن الأصل فيه الواو (شذا يشذو شذواً) ،وحسبك شاهد في ذلك عنوان كتاب ( شذا العَرْف.. في فَنِّ الصَّرْف) لمؤلِّفه أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوى المصري. وقول الشاعر بدوي الجبل:

" هنا الكعبةُ الزّهراءُ و الوحيُ و الشَّذا  ...  هنا النورُ فافْنِي في هواهُ و ذوبي "

 

ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك