المقالات

ماذا بعد فاجعة المشفى؟!

1171 2021-04-27

 

حافظ آل بشارة ||

 

فاجعة مستشفى ابن الخطيب التي اسفرت عن وفاة 85 واصابة 120 من مرضى كورونا ومرافقيهم حسب الارقام الرسمية ، هذه الفاجعة احيلت الى لجنة مثل بقية الكوارث الماضية التي تشكل لجنة لكشفها ، ومعروف ان احالة الموضوع الى لجنة يعني تمييعها وتجاوزها والمراهنة على النسيان الشعبي ، لو ان هذه الحادثة المروعة جرت في اي بلد لكانت كافية لاقالة الحكومة واعتقال كل كبار المسؤولين الذين لهم علاقة بالكارثة ، او على اقل تقدير اقالة الوزير المختص ومساعديه ، لكن في العراق الامور تختلف تماما لأن المحاصصة تفرض على القوى السياسية نهجا خاصا في التعامل مع الكوارث والاحداث الكبيرة فالمعروف ان التقصيرات الخطيرة ناتجة عن الفساد والفشل والاهمال المتراكم ، عبر حكومات عديدة مضت ، لكن المحاصصة تفرض على كل حزب ان يحمي المسؤولين الفاسدين والفاشلين التابعين له ، لذلك تبقى المشاكل الكبيرة بلا علاج وتبقى الدماء والارواح بلا قيمة .

مجلس النواب ضمن مهمته الرقابية يفترض ان يتولى هذا الملف المأساوي ، لكن فشلت اول محاولة نيابية لبحث الفاجعة عندما حضر 100 نائب فقط ولم تعقد الجلسة ، وهنا هزم البرلمان اخلاقيا امام هذه الفاجعة المروعة .

يفترض ان يبحث حريق المستشفى من زاوية ثانية في التحقيق ، يجب ان يدرج ضمن سلسلة الحرائق التي تلتهم كل شيء في العراق ، حرائق تلتهم اسواق الجملة في الشورجة والمحافظات ، حرائق تلتهم المزارع والبيوت والدوائر ومقرات الوزارات ، واخيرا اكل الحريق مستشفى ابن الخطيب بمن فيه من بشر يقاسون الموت بسبب الوباء ، سيناريو الحرائق يبدو بوضوح انه امتداد للاعمال الارهابية ، فاضرام الحرائق اسهل على الارهابيين من التفجيرات واكثر ضررا ويمكن للارهاب وحواضنه وخلاياه النائمة ان يقوموا بهذه الجرائم لتدرج ضمن تطور ادوات المخطط الارهابي ، ولحد هذه اللحظة لا يستطيع المحققون اثبات ان جريمة احراق المستشفى لم تتم بفعل فاعل ، بل كل الادلة تشير وضمن سياق الحرائق العراقية ان حريق المستشفى يقع ضمن هذا السيناريو ، ويمكن ان ينفذ الارهابيون ما هو أسوأ ، اذن الارهاب والفساد والفشل والمحاصصة كلها تقف وراء هذه الكارثة ، واذا بقي الجميع يتجاهلون ما يجري فسوف يحرقون العراق كله ، عجز حكومي كامل وعجر نيابي كامل عن احتواء هذه الازمة وغيرها من الأزمات ، ولكن مهما بلغ الاهمال والتجاهل وقبول الظلم والعدوان لأجل توازنات المغانم التافهة فان عدالة الباري نافذة ومهيمنة على الكون ، وعندما لا يجد المستضعفون من ينصرهم ويحميهم فان الله هو الحامي والمنتقم وهو نعم المولى ونعم النصير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك