المقالات

جيب ليل وأخذ تغريدات

1712 2021-04-29

 

واثق الجابري ||

 

برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة توالي الأخبار ليلاً، وتتناقل القنوات الفضائية والمواقع، عواجل الأخبار والقرارات الحكومية والتصريحات والتغريدات السياسية، وإجتماعات مفاجئة للقوى السياسية.

 عاجل عاجل.. هكذا تناقلته كل القنوات الفضائية، يُشير الى أن رئيس مجلس الوزراء سيوجه خطاباً للشعب العراقي بعد قليل، وينتظر بعضنا متى هذا البيان، فيما يظهر العاجل أسفل الشاشة ويمنع كل الأخبار الآخرى، وبعد إنتظار 4 ساعات صدر البيان في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ومعظم الشعب نائم.. فمنهم من لا يثق بالقرارات الحكومية، ويعتقدها لن تقدم ولا تأخر، وآخر كره السياسة، ومن نام ليستيقظ للبحث عن عمل صباحاُ، وآخرون لا علاقة لهم بما يحدث يتنقلون بين مواقع الترفيه والمطاعم، والأموال تصلهم دون عناء.

صار البرلمان العراقي هو الآخر يعقد جلساته بعد الرابعة عصراً، في أحسن الأحوال، ومعظم الجلسات أمست تعقد  بعد وجبة العشاء، حتى سهر الشعب ليالي بإنتظار إقرار الموازنة، وإذا بها بعد ليلة طويلة تؤجل الى يوم آخر، لعدم إكتمال النصاب أو بالخلافات السياسية، وهكذا حال القرارات المهمة، إلاّ قوانين الملاحة  والبذور  والطيور المهاجرة، فأنه لا تكلف البرلمان عناء، فيما لا يرى منها الشعب تطبيق على أرض الواقع، أو أنها ليست من القوانين ذات الأولوية.

   تتوالى التغردات على نفس الشاكلة، وتُبنى مواقف على تصريحات،  من خلال برامج حوارية ضيوفها ساسة تعج بهم القنوات، التي تبحث عن إنتقاء مقاطع للإثارة، وهكذا سترد أطراف آخرى في الليلة التالية، ويبقى ليل العراق حصاد للمصائب وتقليب للآهات، وكأنهم يقولون: " جيب ليل وأخذ عتابة" وصار الليل للتصريحات والتغرديات والقرارات، وكلام الليل يمحوه النهار!

إن الحكومة والبرلمان والهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، كحال بقية المؤسسات، يعمل فيها مكلفون بالخدمة العامة، ويخضعون لقوانين الوظائف، وحسب التركيبة الإنسانية، فأن نشاطه يبدأ من الخامسة صباحاً ويتضائل بعد 12 ظهراً، حيث يبدأ الشخص بفقدان التركيز وقلة الإنتاج، والإستيقاض المتأخر  عند معظم المسؤولين والنواب، حتماً سيؤدي الى أمراض وإرهاق كون نوم النهار لا يعوض الليل، فما بالك في  مسؤولين يستمرون على ذلك خلال أربع سنوات، وسيصابون بالأمراض من أجل الشعب، ويتخلون عن صفة الوظيفة العامة بتحديد أوقات الدوام والإنصراف؟!

أنتشرت على أثر ذلك ظاهرة الكروبات، وتداول الأخبار العاجلة، وتبدأ النقاشات على ما هو حقيقي أو مفبرك، ويشتعل الجدل وتستمر الكتابة في بعض الكروبات الى الصباح، وبجدل محتدم وخروج أعضاء وتطاول وإتهامات، " وجيب ليل وأخذ كتابة" وينتهي اليوم أو يصبح ما بعده عن ظنون وأخبار كاذبة ووعود لا تتحقق، وتذهب التصريحات والتغريدات أدراج الرياح..

يأتي يوم آخر بأزمات تتجدد وتشعل الأجواء ليلاً وتخفت نهاراً، وتكفي حرارة النهار وإنقطاع الكهرباء لإشعال النهار، وعند الليل تشتعل المواقع والقنوات الإخبارية، ويحترق معها قلب المواطن، ويبدو منهم من لا يريد راحة للعراقي ليل أو نهار، وحتى النوم تتغلغله الكوابيس، ومن أمل لقرار جديد، نصبح ونمسي على كارثة سياسية، وتغريدة أو تصريح أو قرار يقلب كل الموازنين والحسابات.



اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك