🖋 قاسم سلمان العبودي ||
عندما قال المرشد الأعلى للجمهورية الأسلامية ، وقائد محور المقاومة ، أن الرد القاسي سيطال أمريكا ، وذلك بعد أن قصفت قوات الحرس الثوري القواعد الأمريكية في العراق ، كان يعني مايقول بدقة متناهية .
نحن نعي جيداً عندما يصرح القائد فأن تصريحاته تعني التحقق القطعي لذلك يبدو أن الرد القاسي ، تمثل بمجموعة معطيات نوجزها بمايلي .
♦️ أولاً الضغط العسكري الأيراني بدعم محور المقاومة في العراق وسوريا وفي اليمن ولبنان كان له الأثر الواضح بجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان ، والذي تلائم تماماً مع الأجندة ( البايدنية ) التي تحاول لملمت ما تبقى من هيبة واشنطن الذي أجهز ترامب على كثير من ملفاتها بسوء أدارته .
♦️ثانيا ، وصول الرسائل الأيرانية الى قلب تل أبيب ( مفاعل ديمونة ) ، في فلسطين المحتلة قد أحدث صدمة في الأوساط الصهيونية والأمريكية على حداً سواء مما عجل بتغيير السلوك الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا على وجه الخصوص .
♦️ ثالثاً ، نجاح المفاوض الأيراني في الملف النووي ، وأجباره على عودة واشنطن الى الأتفاق ، همش بطريقة وأخرى من السلوك العدواني السعودي في دول المحور ، لذا تسابقت الرياض الى تغيير منهج التعامل مع أيران وقد بدأ ذلك واضحاً من خلال تصريحات محمد أبن سلمان .
♦️ رابعاً ، عندما أحس مشايخ الخليج بتوجه واشنطن الى طهران ، التي فرضت أرادتها بقوة ، فضلاً عن نجاح محور المقاومة بالوصول الى العمق الصهيوني ، والعمق السعودي في وقت واحد ، عجل في قضية الأنفتاح السريع مع طهران من قبل دول الخليج وخصوصاً السعودية والبحرين التي هي الأخرى ، قد أعربت اليوم عن رغبتها بأعادة العلاقات الدبلوماسية مع أيران أسوة بجارتها الكبرى السعودية .
♦️ خامساً ، توجه الجمهورية الأسلامية نحو بكين في أكبر صفقة أستثمارية ، وكسر طوق الحصار الأمريكي الظالم على الشعب الأيراني ، قد أعطى زخماً مضاعفاً لفصائل المقاومة في بلدان المحور والذي أربك الستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ، والذي نعتقد بعدها أفول صفقة القرن السيئة ، والقائمين عليها .
نعتقد أعتقاداً جازماً أن الرد القاسي ( الناعم ) الذي قادته الجمهوري الأسلامية طوال سنة كاملة من خلال النجاحات المتلاحقة و النصر على جبهات اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ، قد أخضع واشنطن الى قرار أيران بالتفاوض مرغمة ، وهذا الخضوع أفرغ التطبيع العربي الصهيوني المخزي والمذل ، من محتواه تماماً .
بات يدرك أعراب النفط أن الخصومة الدائمه مع أيران لن تفضي الى نجاح ستراتيجياتها في أسقاط محور المقاومة ، وأن أيران تسير بثبات من أجل مصلحة شعوب المنطقة بأكملها . الخذلان الأمريكي للمحور المطبع مع كيان الأحتلال ، سارع بوتيرة الأحداث ، والتي من الممكن أن نرى أنسحاب سعودي من اليمن ، أسوة بالأنسحاب اللوجستي من الساحة السورية . نعم ألتقت مصالح الشعوب في هذه المنطقة ، والتي سبق وأن قلناها في أكثر من مره ، مصالح المنطقة العربية والأسلامية ترسم مساراتها شعوب المنطقة ، لا واشنطن .
الولايات المتحدة بدأت بالتراجع ، ودخول أيران على الساحة السياسية اللبنانية بأصلاح الوضع الأقتصادي من خلال دفع السعودية ، لأعادة تقييم حلفائها من اللبنانيين ، سيسهم بحلحلة بعض مشاكل المنطقة ، وسيضعف دور الكيان الصهيوني برسم خارطة شرق أوسط جديد .
تنامي فصائل المقاومة الأسلامية في العراق قد أوجع المحتل الأمريكي ، وليس مستبعد أن نرى أنسحاباً لبعض القوات الأمريكية من الداخل العراقي ، وهي رسائل وصل مداها الى أنقرة التي لا تريد الغياب عن الساحة العراقية ، تحت ذريعة حزب العمال الكردستاني المعارض ، وواقعاً بدأت أنقرة بترتيب أوراقها لأستشعارها التقارب الكبير الذي حصل بين طهران وواشنطن ، والذي من الممكن أن يجعل ضربات المقاومة الأسلامية العراقية ، أن توجه فوهات بنادقها بأتجاة القوات الغازية التركية في شمال العراق بعد أن هزمت المشروع الأمريكي في الداخل العراقي .
https://telegram.me/buratha