المقالات

سلة احزاب العالم ..اختلاف الشكل ووحدة المضمون

1616 2021-05-01

 

حافظ آل بشارة ||

 

تم اعلان التحالفات العراقية للانتخابات المقبلة ، انهم يكررون اللعبة نفسها بالوجوه نفسها ، وفوق ذلك فان اضرام الحرائق في البلد اهدافه انتخابية ، هجمات داعش الجديدة اهدافها انتخابية ، رد القوات الامنية عليها اهدافها انتخابية ، قتلى داعش والقوات الامنية يأخذون راتبا من مؤسسة الشهداء سوية لاهداف انتخابية .

في الدورة المقبلة الفساد باق ويتمدد والفشل باق والارهاب باق ، وقد تجري تصفية الاقلية السياسية الشريفة وتعلن الوحدة الاندماجية بين كبار الفاسدين.

في كل احزاب العالم ، ابرارا كانوا ام فجارا يقسم الساسة اصحاب الطموح الى ثلاثة انواع عالمية :

- المستفيد الذي يريد الحفاظ على مكاسبه وامتيازاته او زيادتها.

- المتضرر الذي يشعر بالمظلومية ويريد ان ينال نصيبه ويقضي ما فاته.

- الساعي الموعود بالمكاسب الذي يريد ان يصل الى بغيته راضيا مرضيا .

فالمستفيد عندما يريد ان يدافع عن مكاسبه لا يأخذ منحى شخصيا ، بل يوسع القضية ويخرجها من دائرة الشخصنة الى دائرة المبادئ والقيم العليا ، ويقنع بها حتى نفسه، وهي عملية تشبه عملية غسيل الأموال ، هنا يمكن تسميتها بعملية غسيل المواقف ، واعادة شرعنتها باخراجها من الخاص الى العام ، وبعض اصحاب المكاسب لديهم نزعة تكفيرية ، فهم يحذرون كل من يريد سلبهم مكاسبهم من دخول نار جهنم بتهمة نصب العداوة للمخلصين ، وفي النهاية يؤطر صاحب القضية دفاعه بما يحفظ من آيات واحاديث .

أما الذي يرى نفسه مظلوما ويقرر ان يشكو مظلوميته ، فانه يمارس هو الآخر عملية اعلاء وتسام في مطالبه ، فهو في اعماق عقله الباطن ملتاع معذب لأنه لم يحصل على منصب واموال ورتل حماية تغلق له الشوارع ويصفع لأجله باعة البسطيات المعرقلين لمروره بكل فخر واعتزاز ، هو لا يستطيع ان يقول الحقيقة بصراحة لذلك يخرج شكواه من الخاص الى العام ، ومن النسبي الى المطلق ويصبح في لحظة ناطقا كونيا باسم كل المظلومين ، ويكون في النهاية تكفيريا لأنه يعد كل المشاركين في مظلوميته نفطا لجهنم انها عملية غسيل مواقف ، وفي النهاية يؤطر شكواه بالآيات والاحاديث .

هذان الفريقان يتبادلان الأماكن في مسيرة السلطة وتقلباتها، فالرابح اليوم خاسر غدا ، والخاسر اليوم رابح غدا ، يتبادلان الخطاب والملفات وفن غسيل المواقف وتكفير الآخر.

أما الموعود بمكسب فيتصرف كواحد من المبشرين ، ويؤمل النفس ويعد القادم لطفا يمن به الله على خاصة اولياءه ، فيسلك طريقا ثالثا بين الطريقين ، فهو من جهة يلوم المدافعين عن مكاسبهم ولا يستطيع ان يقسو عليهم لأنهم احباب الله وانه غدا سيكون مثلهم ، اما المظلومون فهو منهم في سابق الأيام ، وقد ذاق مرارتهم ، فيقتضي الموقف ان يتحول الى واعظ ، وعنصر تهدئة يقوم بتذكير الفريقين بمكارم الاخلاق وترك حب الترؤس (ملعون من ترأس) ، ويؤطر خطابه بالآيات والاحاديث والسيرة والتأريخ .

وخير هؤلاء الثلاثة من نفع الناس ، والحقيقة ان الله ارحم بعباده من اباءهم وامهاتهم ، فالرابح والخاسر وما بينهما في السلطة يرحمهم الله اذا ساعدوا الفقراء وانصفوا المظلومين واحتضنوا الضعفاء وفرجوا كربة عن مكروب .

الحمد لله الذي رزقنا الآيات والاحاديث التي يستثمرها الرابح في حفظ ارباحه ويستخدمها المظلوم لتأطير شكواه ، ويستخدمها المبشرون في وعظ الفريقين .

اما الذي ينقد احوال الثلاثة كالمعلق الرياضي فقد يكون الثلاثة اشرف منه ، وقد يكون من اصحاب الآية : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) لطفك اللهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك