إعـداد : محمد الجاسم
" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف
أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقةً جديدةً من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضان العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).
(48)
ـ ( إلتقى رئيس الدائرة بموظفيه )،
هذا استخدام شائع ومغلوط ، من جهتين ، الأولى الاشتباه في همزة الفعل (التقى) فيثبتون رسمها تحت الألف، ظنّاً منهم أنها همزة قطع، وهذا غير فصيح، لأن همزة (التقى) همزة وصل وليست همزة قطع. والثانية، (بموظفيه)، إذ لا داعيَ لحرف الجر الباء، والفعل (التقى) من الأفعال المطاوعة، إمّا أن يكون متعدياً بنفسه دون حرف جر، فنقول:
( التقى رئيسُ الدائرةِ موظفيه)،
وإمّا أن يكون لازماً ولا يتعدى الى مفعول به، كقوله تعالى:
" وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ علىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ " 12 القمر.
وكقول الشاعر علي بن محمد التهامي:
" وموقفٌ لولا التُّقَى لَالْتَقَى ... فيها نجادي ونظامُ الوشاح ".
ـ (التعاون بين الدولتين)
ترد مثل هذه العبارة في الأخبار والتقارير الصحافية، وقد وجدت فيها مجافاة للفصاحة، إذ من المعلوم أن (الدولة) هي مكوِّن ثلاثيُّ الأبعاد من الشعب والوطن والسلطات ،وهذه الأبعاد الثلاثة ليست تنهض بالتعاون كلها، إنما السلطات، ومنها التنفيذية(الحكومة) حصراً، هي مَن تنهض بالتعاون لخدمة البلد. لذا نقول ( التعاون بين البلدين) أو ( التعاون بين الحكومتين ).
ـ شمال.. شمالي.. شرق.. شرقي
وفي البعض الآخر من الأخبار والتقارير الصحافية، يكتب المحررون :( هطلت أمطار غزيرة شمالي شرق العاصمة )، ولا نعرف مسوِّغَ وجود الياء في كلمة(شمالي)..الصواب أن نقول :( هطلت أمطار غزيرة شمالَ شرقِ العاصمة ) ونرى أن كلمة (شمالَ) جاءت منصوبةً على الظرفية، لأنها مفعول فيه ، وهو مضاف، و(شرقِ) مضاف إليه مجرور.
ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..
https://telegram.me/buratha