محمد علي السلطاني ||
لم يكن مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي شرعت به إسرائيل وتلاقفه الخونة والمرجفين وليد اليوم او الامس القريب، بل كان واحدا من بين سلسلة مشاريع متناظرة يتمم بعضها الاخر ، وضعت لبناتها الأولى منذ اغتصاب الصهاينة فلسطين ، فالتطبيع حالة لا تقل خطورة وتأثيرأ عن مشاريع التوسع في بناء المستوطنات، والتهجير القسري ،ومصادرة منازل الفلسطينيين واراضيهم وغيرها ، فكلها مشاريع تدار من عقل مدبر واحد وغرفة عمليات واحدة، ولأجل ان يعطي هذا المشروع ثمارة التي تخدم ستراتيجية العدو في ابتلاع فلسطين، عمد الصهاينة الى اساليب وطرق مختلفة تارة ناعمة يستتر خلفها وجههم القبيح، واياديهم الملطخة بدماء المسلمين ، واخرى وحشية بربرية تتمظهر فيها دموية الصهاينة بوضوح .
ولقد سلك الصهاينة في سبيل تحقيق مشروع التطبيع منهجين ، منهج سياسي واخر اجتماعي، ففي الأول ،عمد الصهاينة على استبدال جميع الانظمة السياسية الحاكمة في المنطقة العربية خصوصأ والإسلامية بشكل عام، بأنظمة عميلة مطبعة تابعة للكيان الغاصب ، مؤتمرة بأمره ، منفذة لأجندتة ، تتولى عمليات القمع والتنكيل ضد الحركات والقوى السياسية التي تتبنى مشاريع المقاومة والتحرير !
وقد استطاعت إسرائيل ان تحقق نجاحأ كبيرأ ومؤثرأ في هذا الجانب ، سيما في البلدان العربية ودول الخليج ، فصارت هذه الانظمة العصا الغليضة للصهاينة التي تضرب بها احرار وثوار الامة ، لتحقق اكبر قدر ممكن من مساحة الأمان للكيان الغاصب .
اما الاتجاه الاخر ، الذي تناوله مشروع التطبيع الكبير ، فكان في تفكيك وافساد المجتمع ، من خلال ضرب المنظومة القيمية والاخلاقية والدينية للشعوب ، مستغلة التطور التكنلوجي، لتشن من خلاله حربأ ثقافية ناعمة كان للشباب الحظ الاوفر منها لاسقاطهم في وحل الشهوات ومتتنقع المغريات .
ولأجل ان تستكمل الصهيونية نسيج شبكتها الشيطانية في اضعاف الأمة ، عمدت إسرائيل الى
*دعم الحركات المتطرفة والشاذة
*اذكاء الفتن والنعرات الطائفية
*الهاء الشعوب في الحروب البينية
*دعم منظمات تحت عناوين انسانية ومدنية لتفتيت الاسرة وغيرها من الوسائل التي تفضي بالنتيجة الى بث الفرقة وقتل الروح المعنوية للمسلمين .
بالمقابل خلت الساحة الاسلامية والعربية من اي مشروع مضاد ، يدرك الامة ، ويعزز ثقتها بنفسها وقدراتها ، وينتشلها من براثن مشاريع التطبيع ، ويبعث الأمل والحياة في قضية العرب والمسلمين فلسطين المحتلة .
اذ كادت عجلة التطبيع الصهيونية ان تسحق القضية الفلسطينية وتنهي وجودها بشكل مطلق ، لولا المشروع المبارك لأمام الامة روح الله الخميني قدس سرة ، الذي قلب موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية ، وبث في جسد الامة الخاوي روحأ وعزيمأ علوية من روحه وعزيمته ، فكان يوم القدس الشمس التي حملت خيوط شعاعها دفئ اذاب الجليد الذي جمد ارادة الأمة ، وضياء انار طريق الأمة نحو تحرير فلسطين، وصرخة ايقضت المسلمين من سباتهم ، فكان يوم القدس دواء لداء التطبيع ، والعصا التي لقفت ما يأفكون ، وهاهي الشعوب الاسلامية اليوم في مشارق الأرض ومغاربها ، تهب عن بكرة ابيها لنصرة فلسطين ، لتصدح على اختلاف السنتها بصوت واحد ، ان فلسطين قضيتنا التي لن نتنازل عنها ولن نحيد ، وان إسرائيل لاحياة لها بيننا .
فسلام عليك ياروح الله ، يامن احييت قضيتنا ، يوم ولدت ، ويوم رحلت ، ويوم تبعث حيا .
https://telegram.me/buratha