المقالات

جريمة من نوع آخر (قراءة القرآن)..!


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||

 

          توافرت الادلة على قدسية النص القرآني , واحتفاء المسلمين في مختلف العصور بقراءته وتكريم قُرَّاءه الذين يبلغون رسالة السماء بحناجرهم التي تصدح بتلك الآيات البيِّنات والتي جرت على لسان النبيِّ صلى الله عليه وآله, ولسان وصيه أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك ألسنة خيرة الصحابة والتابعين الذين اتبعوا المنهج الاسلامي الصحيح الذي لطالما أكد عليه صلى الله عليه وآله واستشهد من أجله المؤمنون والصالحون من عباد الله تعالى في مختلف أرجاء المعمورة وفي كل العصور المتوالية؛ ليصل الدين وتصل الرسالة إلينا فنتحمل دورنا وتكليفنا في أداء الامانة بالحفاظ على مكانة القرآن وكرامة أهله الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله أنهم أهل القرآن وخاصته.

          إن المشهد العراقي اليوم بات غريبا عن كل الفترات السابقة, فبعد أن كان العراق موضعا للفخر والاعتزاز بأنه بلد القراء والاقراء, فأغلب قراء الروايات السبعة والعشرة فضلا عن قراءة حفص عن عاصم من العراق الذي كان متنفسا علميا لكل الوافدين إليه لينهلوا من علوم الاسلام العظيم وقراءة القرآن الكريم؛ وأما اليوم فحاضرة العراق وبهذه القيادة التي تدَّعي الاصلاح أصبح حاجبا ومانعاً؛ بل ومعاقبا لمن يقرأ القرآن الكريم, أو يتفوق في ذلك كالذي حصل من تمادي وزارة الداخلية متمثلة بالمدعو (أبو رغيف) في احتجاز العميد أبا الفضل الجعفري الذي عٌرف عنه أنه كان ولا يزال أحد رموز الحركة القرآنية المعاصرة في العراق الجديد, وتشهد الساحة القرآنية على عطاءه منذ أن كان قارئاً وأستاذا ومحكماً في مختلف المسابقات الوطنية يتنقل بين المؤسسات ممثلا عن المؤسسة العسكرية العراقية التي ينبغي أن تفتخر به وبكل القرآنيين في المؤسسة العسكرية العراقية.

          أن ما تعرض له العميد كاوه الطالباني من المحاسبة والحجز يعكس الواقع الفاسد والهزيل الذي تعيشه القيادات العسكرية التي أمرت بمعاقبة السيد العميد بعد أن تشرف بقراءة القرآن الكريم على منصة الختمات القرآنية الرمضانية في العتبات المقدسة, وهذا الاجراء يخالف ثقافة الاسلام والمسلمين؛ فالدول الاسلامية الحقيقية تفتخر بكل المؤسسات التي فيها أهل القرآن وخدمته, بل أن من الدول الاسلامية من يذهب إلى الاهتمام بالطاقات العسكرية القرآنية وتقيم مسابقات ومحافل خاصة بهم باعتبار تميزهم في الاختصاص القرآني الذي يمكن أن يحفظ هيبة من يحمله ويحسنه ويزيد من بهائه ومقامه.

          أن الواقع العراقي الجديد الذي عدَّ قراءة القرآن بالزي العسكري جرماً بات مخيفا لأهل القرآن؛ بل مخيفاً لجميع المؤمنين في العراق, ولعل هذا الامر من المضايقة والتجاوز على أهل القرآن أعاد إلى أذهاننا تلك الحقبة المريرة من أيام البعثيين الذين أفسدوا البلاد والعباد وكانوا يمنعوننا حتى الجلسات القرآنية فضلا عن إقامة المحافل والدورات والمسابقات.

          أن المتوقع من الحكومة العراقية إن تبادر إلى ردِّ الاعتبار بالنسبة إلى العميد أبا الفضل الجعفري, ومن خلاله ردُّ الاعتبار لجميع القرآنيين في الساحة القرآنية العراقية التي أثبتت تماسكها في مواجهة التحديات على الرغم من اختلاف مناهجها ومؤسساتها؛ لذلك ينبغي الاهتمام بهذه الشريحة المظلومة في بلدها القرآني؛ لأن العراق بلد القرآن وأهله, لا بلد الغناء الطرب كما تروج لذلك المؤسسات الحكومية العراقية؛ فالعراق يناسبه أن يكون في مقدمة الدول اهتماما بالواقع القرآني وينبغي على الجهات المعنية إن كانت فعلا اسلامية كوزارة الثقافة ومكتب رئيس الوزراء وغيرهم إقامة البرامج القرآنية الوطنية والدولية كالمسابقات العالمية القرآنية التي تفتخر بإقامتها الدول الاسلامية الحقيقية, وتجعل لمختلف صنوف المجتمع سهماً في هذا التشريف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك