المقالات

فلسطين تنصر إيران..!

1421 2021-05-08

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

أن الدعوة لإحياء يوم القدس العالمي جاءت عقب انتصار ثورة إسلامية أصيلة فجرها شعب غالبيته العظمى من اتباع أهل البيت عليهم السلام ، بقيادة عالمٍ ديني عظيم بكل ماللكلمة من معنى.

ثورة ولدت في بيئة دولية وأقليمية مغايرة لها تماماً .

فلاهي شرقية حتى تستند لزعيم الشرق الاتحاد السوفيتي ، ولاهي غربية حتى تتعكز على أمريكا .

ولم تكن سنية المذهب حتى يمكن لها أن تحظى بتعاطف الأنظمة السياسية في المنطقة أو شعوبها على الأقل.

وليتها كانت بعيدة عن سياسة الشرق والغرب فحسب ، وإنما أعلنت مناوئتها بكل جلاء ووضوح لتلك السياسات الاستكبارية ووقفت بوجه مشاريعها التوسعية في المنطقة والعالم بكل حزم وقوة.

ولم يكن المحيط العربي على استعداد لان ينسجم مع هذه الثورة والدولة، وأن يمد لها يد العون والصداقة .

ولم يكن العالم المنشغل بتداعيات الحرب الباردة ، وتصنيف العلاقات الدولية على ضوء الإنقسام العالمي بين الشرق والغرب في وارد استساغة هذه الأيدلوجيا (الاسلامية) كنظرية للحكم والعمل السياسي.

يمكن لنا أن نقول وبضرس قاطع أن الجميع نظر لهذه الثورة بادئ ذي بدء أن لم يكن بمنظر العدو ، فلا أقل من منظر الريبة وعدم الارتياح.

وفي خضم هذا الارتياب والإستعداء  لها من جانب والتفرد بخصوصياتها الايدلوجية والمذهبية والسياسية من جانب آخر  ، عمدت لتبني القضية الفلسطينية،  ورفعت شعار تحرير فلسطين وازالة إسرائيل من الوجود.

فإسرائيل ليست  مدعومة من الغرب وحده ، بل حتى من الاتحاد السوفيتي الذي كان أول من أيد قيام هذا الكيان الغاصب

بحجة أنه أراد أن يجعلها ((شوكة في مؤخرة العرب  لأنهم اقتربوا من الغرب)) على حد تعبير ستالين.

 لم يكترث الأمام الخميني(رض) لهذا كله ووضع نصب عينيه نصرة المظلومين ومقارعة المستكبرين ، وقد آزره في ذلك شعبه وقادة الثورة من مريديه واتباعه.

فغدت القضية الفلسطينية سمة من أبرز سمات الثورة الاسلامية ، وارتبط اسم فلسطين والمقاومة بالثورة الاسلامية في ايران بنحو تخطت فيه كل تلك الاطر الضيقة،

بجغرافيتها وقوميتها ومذهبيتها وغيرها.

لكن في الجانب الآخر فإن القضية الفلسطينية بكلفتها الباهضة كانت قد دللت على صوابية منهج الثورة الإسلامية ومصداقيتها بشكل رصين جداً ، في وقت شُنت فيه حملة عالمية شعواء لتشويه سمعة الثورة وقيادتها والتشكيك بأهدافها وقدرتها على الصمود.

وكان من الصعوبة وسط ذلك الاستهداف (والبروباغندا )الدولية أن تثبت الثورة الاسلامية أنها ليست مشروعاً

إيرانيا توسعياً في المنطقة ، يتخذ من الدين ذريعة لتحقيق مآربه لولا القضية الفلسطينية .بل لولا تبنيها في بواكير نجاح الثورة الاسلامية.

وهذه النكتة من عجائب استشرافات الامام الخميني وتسديداته الإلهية.

فالثورة والدولة التي تعيش في مثل هذا المحيط الدولي والاقليمي المشحون بغضاً عليها ، هي احوج ماتكون للتهدئة والاستقرار ، وعدم تأليب الآخرين عليها.

لا أن تأتي وتنافح الدول النووية العظمى، وتخاصم الانظمة الاسلامية وتحرجها بتبني فلسطين والمطالبة بتحريرها ، في الوقت الذي دشنت فيه للتو مشروع التطبيع بتوقيع مصر اكبر الدول العربية لاتفاقية (كامب ديفيد)

ولو أن إيران داهنت لبرهة من الزمن وتماهت مع المشروع الغربي وتغاضت عن فلسطين ريثما تستقر ويشتد عودها لفقدت من مصداقيتها الشئ الكثير ، ولقيل من أنها ثورة (براغماتية) تحينت الفرص وتاجرت بقضايا الأمة تعزيزا لنفوذها القومي.

لكنها أي الثورة فعلت ذلك بنحو كان ينذر باحتمالية اجهاض الثورة وتدمير الجمهورية الاسلامية بشكل كامل.

هنا تيقن العالم أجمع أن هذه الثورة هي ثورة حقيقية عظيمة ، وأن شعبها شعب عظيم وقيادتها قيادة ربانية استثنائية .

وأخُرست الألسن ولجمت الأفواه وبقيت الثورة الاسلامية في إيران تصدح باسم فلسطين ، وتمدها بكل اسباب القوة والصمود.

 وها هي بوادر الرضوخ العالمي لارادة الصمود وعزيمة محور المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية في إيران على الابواب ((ونحن الى القدس أقرب )).

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك