إعـداد : محمد الجاسم
" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف
أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقةً جديدةً من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضان العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان:
(إضاءةٌ في التراث).
(57)
ـ الهمزة المتطرفة.
من الأغلاط الإملائية السائدة في الصحافة، وسواها، الخلط بين الهمزات، وإساءة كتابة الهمزة المتطرفة ، والمعروف أن رسمَ الهمزةِ مرهونٌ بحركتها هي، أو حركة الحرف الذي يسبقها، أيهما أقوى، ولكن الهمزة المتطرفة، التي يقع الكثيرون في الاشتباه برسمها، إذ يكتبون : ( الفيئ ، الشيئ ، الضوأ ، ملئ ،تضيئ ) ، والصواب ،أن الهمزة المتطرفة محكومة بالحرف الذي يسبقها، فإن كان من حروف العلة أو حرفاً ساكناً، تكتب منفردة على السطر ، كحرف مستقل بنفسه، مثل: ( الفَيْءُ ، الشَّيْءُ ، الضَوْءٌ ، مِلْءُ ، تُضِيءُ )..
قال الشاعر ابن الرومي:
" وَطِئتها الأعلاجُ فانتقمتْ منْ ـــــ نَا شَمولٌ تُضِيءُ ضَوْءَ السراجِ "
وقال الشاعر المتنبي:
" أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا ... وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ "
ـ يَحْيَى ويَحْيَا
من الأغلاط اللغوية الشائعة، عدم التفريق بين الاسم والفعل في كتابة ( يحيى ، ويحيا )، والتخلص من هذا الإشكال بسيط جداً، فإذا أردنا أن نكتب اسمَ رَجُلٍ ، فتكون : ( يَحْيَى )، قال تعالى:
" يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا " 12 مريم.
أما إذا كنا نقصد الفعل في الكتابة ، فيكون ( يحيا ) مضارعاً.
قال الشاعر جبران خليل جبران:
" ينادونَ عبّاساً نداءَ تَيَمُّنٍ ... ويدعونَ أن يَحيا وتَحيا بهِ مصرُ "
ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..
https://telegram.me/buratha