قاسم الغراوي ||
في 2018، كانت تداعيات شح المياه صارخة، عندما أصيب أكثر من 24 ألفاً من سكان محافظة البصرة، جنوبي البلاد، بتسمم نتيجة تلوث المياه
واكتظت المستشفيات والمراكز الصحية به
في الأول من حزيران/ يونيو الماضي بدأت تركيا في ملء سد جديد على نهر دجلة يدعى إليسو بعد أن أجلت الأمر اكثر من مرة بناء على طلب الحكومة العراقية، مما سيؤدي إلى انخفاض نسبة الموارد المائية للعراق إلى النصف
، أنّ انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات أثّر وسيؤثر في الاقتصاد العراقي، بعدما تسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي، وأنّ الزراعة بدأت ترتبط أحياناً بالأمطار، أي تزداد في حال وجود أمطار كما 2018 وتتراجع في مواسم الجفاف
وتركيا هي دولة منبع لنهر دجلة. ويمر النهر 50 كيلو مترا في سورية ثم يدخل العراق، ولا توجد اتفاقات ثنائية بين البلدين بتوزيع حصص النهر انما مجموعة من البروتوكولات التي لم تلتزم بها تركيا
البروتوكول الاول العام 1920 وكانت أطرافه العراق وتركيا وسوريا وكان ينص على شروط لاقامة سدود او تحويل مجرى النهرين بالا يتسبب ذلك في الحاق ضرر بالاطراف الاخرى الموقعة
وفي العام 1946، ادخل العراق وتركيا قضية المياه في "معاهدة الصداقة وحسن الجوار" التي وقعها البلدان. اما في العام 1978، فانهما وقعا على بروتوكول التعاون الاقتصادي والتقني بعدما استكملت تركيا سد كيبان على مجرى نهر الفرات ما الحق ضررا بمصالح العراقيين المائية. ومع ذلك، فان تركيا استمرت في اقامة السدود وتقليص حصة العراق من المياه ما أوصله الى حاجة نقص حادة منذ التسعينيات
سيقلل انخفاض منسوب النهر في العراق أيضا من كمية الكهرباء التي يحصل عليها من السدود الكهرومائية وستتراجع الزراعة ما يجبر البلاد على استيراد مزيد من الغذاء وفقدان لمصدر الطاقة الكهربائية واصبح لدينا صدمتين مركبة تهدد الشعب العراقي وتميته عطشا بسبب تغطرس اردوغان وضعف حكومتنا العراقية التي لم تستخدم الورقة الاقتصادية للضغط ضد تركيا او تتفاوض من اجل حياة شعب باكمله يموت عطشا
وعلى الرغم من زيارات المسؤولين العراقيين المتكررة إلى تركيا، والحديث عن قرب التوصل إلى تفاهمات بشأن ملف المياه، لكن البلدان لم يتوصلا حتى اليوم إلى اتفاق نهائي
الأزمة التي تضرب العراق الان كبيرة وتركيا ترفض وتماطل لعقد اجتماع للتباحث بشأن حصص المياه العراقية ومن المؤسف ان مسألة المياه ليست لها اولوية عليا للرئاسات الثلاثة في العراق بدليل لم تضغط او تحصل على نتيجة للمطالبة بحقوقنا المشروعة للحياة
https://telegram.me/buratha