إعـداد : محمد الجاسم ||
" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف
أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبةِ شهرِ رمضانَ المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقةً جديدةً من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضانِ العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي)، التي أصْدَرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد، أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرنِ العشرين، تحت عنوان:
(إضاءةٌ في التراث).
(59)
_هَمَزَات..و..هَفَوَات !!
الأغلاط الإملائية الشائعة في الهَمَزات لدى الكاتبين باللغة العربية، كثيرة، تتعلق بالخلط والإشتباه بين همزة الوصل، وهمزة القطع في كتابة المفردات ، منها :
_ رسم الهمزة تحت الألف ،مثل :( إستخارة) و ( إهتمام ) و ( إبن )..وما شابه ذلك الكثير..وهذا غلط إملائي شائع..وبما ان همزات هذه الكلمات ( وصل ) وليست ( قطع )، فيلزمنا ان نكتبها بألف خالية من رسم الهمزة :( استخارة) و ( ابن ) و ( اهتمام ) .قال الشاعر صفيُّ الدين الحلي :
« لَئِن هَمَمتُ كانَ لي هِمَمٌ ....
تفتحُ لي باهتمامِها سُبُلا ».
_ أما الأغلاط الشائعة في الكلمات التي تخلو من رسم الهَمَزَات ، مثل : ( احضر ) و ( اناب ) و ( اجاء )، فمن الصواب ان يثبت رسم الهَمَزَات فيها هكذا :( أحضرَ ) و ( أنابَ ) و ( أجاءَ ) لأنها همزات قطع. قال تعالى :
« فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا » 23 مريم.
_ دعا..يدعو..حمى..يحمي
يقع الكثيرون بإشكالية كتابة الألف المقصورة والألف الممدودة عند كتابة بعض الأفعال الماضية..فيكتبون ( دعى ) بدل ( دعا )، ويكتبون ( حما ) بدل ( حمى )..وهذه من الأغلاط الإملائية الشائعة في كتابة الفعل الماضي المنتهي بألف ممدودة أو ألف مقصورة..ولفكِّ الإشتباك بين الغلط والصواب في هذه الحال ، ينبغي أن نلجأ الى معرفة الفعل المضارع لهذه الأفعال المشتبه بها، فإذا كان المضارع منها منتهياً ب (واو)، مثل (يدعو) فإن الماضي منه يُكتب بألف ممدودة،(دعا) وإذا كان مضارعه منتهياً ب (ياء) ،مثل ( يحمي) فإن الفعل الماضي منه يُكتب بألف مقصورة،(حمى).. وبذلك يكون :
دعا..يدعو ، كقوله تعالى :
« فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ » 10 القمر.
و حمى..يحمي.
ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..
https://telegram.me/buratha