د. حيدر سلمان ||
يمثل استخدام الطائرات المسيرة من قبل الفلسطينيين تغير نوعي في ميزان الحرب مع اسرائيل بعد اعلانهم استخدام طائرات "ابابيل".
علما ان الاعلام العبري لم يعلن عن ذلك ولكنه اعلن استهداف مستوطناته واماكنه الاستراتيجية باكثر من الف صاروخ وكل الخارطة الفلسطينية الإسرائيلية اصبحت في مرمى صواريخ حماس.
يبدو ان ايران لم تنفذ بيدها وهو امر صحيح (بغض النظر عن استهداف ديمونا قبل فترة وجيزة)، ولكنها بالنهاية لقنت اسرائيل درسا قاسيا وبما يفترض انه اراضيها، وهو اصلا ما يتلائم مع مصلحة الفلسطينيين، الذين بعانون من حالة تطهير عرقي وفقد مستمر لاراضيهم التي هي اصلا لهم واخرها القدس الشرقية وتحديدا حي الشيخ جراح الاستراتيجي، ولا اعتقد ان اسرائيل قادرة على الرد بنفس الاسلوب على ايران بغير عملية اغتيال هنا او استهداف سفينة هناك وهو ما لن يغير موازين القوى مطلقا.
ايران بعد هذه الحرب اصبح الكل متيقنا انها تعطي تقنياتها بل وتدرب بل وتمنح اموال فوق ماتعطي مجانا، فيما اغلب دول المتحالفة تضع ذلك ضمن معاظلات المنح والاخذ فليس هناك شيء مجاني بالنهاية وهنا ما تاخذه ايران هو حساب عسكري بحت ضمن معادلات توازن القوى.
حماس من جهتها صرحت انها تثق بالمفاوض العرب وتحديدا المصري منهم، وهو تغير سياسي جذري في التعاطي ومحاولة التقارب بدل التنافر، واتوقع ان حكام الخليج لن يكونوا ضمن معسكر يقبل بتواجد حماس او الجهاد الإسلامي لاسباب كثيرة بينها علاقات الاخيرين بأيران كاقل تقدير
النصيحة الافضل الان متعددة الاوجه:
١. على اسرائيل ان تعي ان موازين القوى اختلفت عن ذي قبل.
٢. على الفلسطينيين استثمار زخمهم وترجمته لمفاوضات مجدية تترجم على الارض.
٣. على العرب ان يستغلوا هذه الفرصة لصالحهم وتغيير حالة الانكسار الى تفاوض ايجابي مع واشنطن حصرا.
٤. كما على العرب النظر لمصالحهم العليا وليس التمسح باسرائيل التي بدت خالية الوفاض خاصة وان اصل الهرولة الى التطبيع كونها قوية بالمنطقة وادعاء عرب الخليج انهم يريدون السلام، وكلنا نعلم ان السلام العادل لن يتحقق دون توازن قوى.
https://telegram.me/buratha