المقالات

هل المعركة مع الصهاينة (طائفية )؟!


 

محمود الهاشمي ||

 

منذ ان احتلت ارض فلسطين من قبل الصهاينة ،لم يفكر احد من (الشيعة ) ان هذه القضية هم غير معنيين بها ،باعتبار ان ارض فلسطين يقطنها اهل السنة في الغالب !!

لقد قاتل ابناء (الشيعة ) في جميع معارك التحرير التي خاضتها الجيوش العربية في عام (1948) و(1967) وعام (1973) ولم نسمع حرفا واحدا من مرجع ديني او سياسي عراقي او حتى مواطن عادي انه لايرغب بالقتال او على الاقل غير متفاعل مع القضية الفلسطينية !

ان مجرد قراءة سريعة لتاريخ الحوزة العلمية بالنجف وقم ستلحظ اجماعا لدى جميع المراجع على ان (تحرير فلسطين  واجب شرعي ) ولا اريد ان انقل الاراء والمواقف لانها اكبر من ان تحصى .

الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين من الطائفة (الشيعية ) تفوق نسبة عددهم نسبة مع الاخرين خاصة بالنسبة للجيش العراقي فان نسبة المتطوعين للجيش من اهالي الوسط والجنوب تفوق اي نسبة اخرى .

واذا طالعنا دواوين الشعراء فلن تجد ديوانا يخلو من عدة قصائد بحق فلسطين والقدس .

وهذا الامر يتمدد على جميع البلاد الاسلامية ،حيث لم يتأخر (الشيعة) في العالم عن هذه المهمة الدينية والوطنية .

بعد الثورة الاسلامية بايران عام 1979 اطلق الامام الخميني (قدس) عبارة (لابد ان تمحى اسرائيل ) وعملت ايران في عهده وبعد وفاته (قدس) على هذا (الهدف ) فكان التطور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والعسكرية بالشكل الذي تستطيع الامة ان تواجه خصمها بقدرات عالية

مطبقين ماورد في الاية الكريمة (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) فكان التوازن ثم (التجاوز ) حيث ادرك الصهاينة بان عملية اسقاط الطائرة الاميركية المسيرة من قبل الدفاعات الايرانية بمثابة انذارين الاول ان ايران ماعادت تخشى ردة فعل اميركا والثاني رسالة الى اسرائيل مفادها (اذا لم تخش ايران الولايات المتحدة بكل خيلائها وقوتها فكيف تخشى اسرائيل )؟

ان نمو المقاومة الاسلامية  وتطورها لتحيط اسرائيل بقوس من نار ،لا يعني انها (مقاومة ) لطائفة دون اخرى ،انما الهدف هو تحرير الارض والانسان .

الجمهورية الاسلامية لا تفكر في الحدود الضيقة

في البعد الطائفي لذا دعمت غزة دون السؤال عن طائفة اهلها ،ودعمت اليمن ،وفي البعد الدولي دعمت (فنزويلا) وذهب مجاهدو حزب الله الى هناك لتدريب وتأهيل الشباب الفنزويلي لمواجهة الغطرسة الاميركية ،فيما تقيم اوسع واكبر اتفاق استراتيجي مع (الصين ) وتدعم جميع حركات التحرر بالعالم التي تناهض الاستعمار وتسعى للتحرر .

اذن يجب ان لانخنق المقاومة الاسلامية في حدودها الطائفية لان ذلك مايسعى له اعداء الاسلام لبث الفرقة بيننا واضعافنا .

هذه المقدمة سقتها وانا اتابع الاعلام (العربي) حيث لم اجد دولا عربية عديدة متفاعلة مع معركة (سيف القدس ) التي تخوضها المقاومة الاسلامية في غزة ضد العدو الصهيوني ،فمازالوا يسمون ضحايا القصف الصهيوني ب(القتلى ) ولا يوردون انتصارات المقاومة ،ويصل الحد ببعضهم ان ينشر في صحيفة (القدس العربي) مقالا يؤكد فيه ان المقاومة الاسلامية في غزة تقاتل نيابة عن ايران !! ونسال ؛-اذا كانت هذه المعركة للفلسطينيين ضد الصهاينة نيابة عن ايران ،فماذا نوصف المعارك التي خضناها قبل الثورة الاسلامية في ايران ضد الصهاينة ؟ هل يجوز ان نقول (نيابة عن هذه الدولة او تلك )؟

اعتقد هذا خطاب اعلامي (هزيل ) فايران ليس لها حدود مع اسرائيل ،والارض المغتصبة (فلسطين ) هي ارض عربية تسكنها اديان مختلفة ،الغالب فيها مسلمون ،وتحوي ارضها مقدسات اسلامية ،والدفاع عنها دفاع عن الاسلام والمسلمين وعن مقدساتهم .

ان نظرة واحدة على الخريطة العربية تريك ان دولها في حال من الفوضى والضعف ،صنعت هذه الفوضى لهم (امريكا ) وبأموال الخليج ،فمن الصعب التعويل على قيادات هذه الدول في موقف مشرف .

لو علمت اسرائيل ان المعركة في حدود غزة وليس هنالك من سيقف مع المقاومة فيها ،لالقت بجحيمها عليها وهي منطقة صغيرة جغرافيا ومحشوة بالبشر ،لكنها تعلم ان المقاومة ابعد من غزة ،وسوف تجد اسرائيل نفسها في جحيم المقاومة الاخرى اي (عمق المقاومة ) في سوريا ولبنان والعراق واليمن ،وايران ،ناهيك عن الجماهير التي تقدمت بالعصي والهراوات لتعبر الحدود وتقاتل فماذا لو حملت السلاح ؟ كما ستسقط حكومات جراء ذلك !

ان اشد مايزعج عملاء الامة طول امد المعركة مع العدو الصهيوني لان ذلك سيقلب المعادلات ،ويقفز على (الثقافة الطائفية ) التي تحاول ان ترسخها الانظمة العميلة ،لذا هي الان في توسل بالدول الصديقة لها لانهاء القتال .

المعركة لم تعد مفاتيحها بيد العدو الصهيوني ولا باصدقائه بل تعدت ذلك لتصبح بيد قادة المقاومة وهذا هو النصر الاكيد .

المعادلة الحسابية بالخسائر غير مقبولة قط ،لان جميع حركات التحرر بالعالم خارج هذه المعادلة ،فمن يسعى لتحرير بلاده ،يخرج عن هذه المعادلة ،ويكفينا شاهدا ان الحزائر من اجل تحريرها سمي(بلد المليون شهيد )

يقول شوقي (وللحرية الحمراء بابٌ-بكلّ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ)

17/5/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك