علي فضل الله ||
كانت ولا تزال بعض القوى هي عبارة عن حركات عبثية جل همها هو نسف او اضعاف العملية السياسية.. فلطالما عطلت تشريع كثير من القوانين داخل البرلمان وعملت على تعطيل عمل السلطة التنفيذية وهذا ما يخدم من يريد ابقاء العراق ضعيفا غير متعافى سواء من من قبل بعض قوى الداخل او الخارج الدولي والاقليمي..
ان الحكم والفيصل في النظم السياسية الديمقراطية هو صناديق الاقتراع للانتخابات.. واذا كان من شك في نزاهتها فمن المفترض اتخاذ اجراءات احترازية ووقائية في الانتخابات القادمة لا الذهاب الى الغاءها او تأجيلها فذلك يبقي الحال على ما هو عليه وحال العملية السياسية اليوم يغيض الصديق ويفرح له العدو والمتربص شرا" بالعراق، والاولى العمل على زيادات الاجراءات الوقائية لمنع التلاعب والتزوير الذي نشك فيه..
ثم ان هنالك جهات رقابية كثيرة داخلية وخارجية رسمية وغير رسمية تنتظر مراقبة الانتخابات ولدينا سلطة رقابية يمكن تقديم الطعون لها في حال وجود اي مشكلة في عملية الانتخابات،على ان تكون هنالك دفوع حقيقية مثبتة ومشخصة بعيدا عن الاسلوب(الهربجي) المتبع من قبل فضائيات الشر والفوضى وصاحبة التوجه المغرض ذات الاصفر.
وعليه ما الدافع وراء هذا التشكيك بعملية الانتخابات من قبل بعض القوى السياسية الداخلية وبعض الجهات الخارجية وكأنها متفقة على ذلك(ولكن كل له غرضه)
فأصبح من المؤكد لبعض القوى السياسية انها ستكون خارج اللعبة السياسية في المرحلة القادمة، كونها فشلت في بناء الثقة فيما بينها وقاعدتها الشعبية.. لذا فأن قوى الداخل السياسية تنقسم الى قسمين:
# الاحزاب السياسية المشتركة في العملية السياسية.
# الاحزاب المرتبطة بالكاظمي ومستشاريه والحركات والاحزاب التشرينية.
وكلا الطرفان يشكك كي لتحقيق احد الاغراض الثلاثة ؛
اولا"- تأجيل الانتخابات للبقاء أطول مدة ضمن السلطة الحاكمة للانتفاع من المراكز والمناصب الوظيفية اكبر مكاسب ممكنة توضب للانتخابات القادمة، وقد تكون الاحزاب المرتبطة بالكاظمي ومستشاريه هم الاكثر انغماسا"، في هذا التخوف، لأستشعارهم إنهم لم يحققوا النفوذ الشعبي لحد الان، ولم ينجحوا في كسر جسور الثقة ما بين جمهور جغرافية الوسط والجنوب واحزابهم السياسية.
ثانيا"- إن عملية التشكيك بنتائج مسبقا" ستوظب في حال جاءت النتائج غير مرضية (وهذا بات مؤكد)لرغباتها التسلطية والنفعية، فإنها ستدعي أنها نبهت باحتمالية وقوع تلاعب بنتائج الانتخابات، وقد حصل ذلك(طبعا" أدعاءهم)(أي عملية تشويش ليس اكثر وتشكيك بالعملية الانتخابية).
3-أصرار بعض القوى السياسية والحركات التشرينية على التشكيك مقدما بنتائج الانتخابات، مع وجود ماكنة اعلامية (محلية وعربية ودولية)مسخرة لهذا الغرض، ستؤثر سلبا على نسبة المشاركة خصوصا على الجغرافية الشيعية، وهذا ما سيشكل تقدما للاحزاب التشرينية في الانتخابات، التي تعد العدة للتنسيق مع بعض شيوخ العشائر وبعض الشخصيات المجتمعية المؤثرة في الشارع العراقي، كي تنافس الأحزاب السياسية الشيعية وخصوصا قوى تحالف فتح ودولة القانون.
أما الجهات الخارجية فلديها مخطط تأمري كبير بدء منذ ركوب موجة التظاهر في تشرين الاول سنة 2019من قبل بعض السفارات التي ما انفكت منذ 2003 على نسف العملية السياسية في العراق او بناء حكومة على مقاساتهم الخاصة،، لكنها فشلت في كل مؤامراتها، فكان اخر ما تمنت تلك السفارات هو العمل على قيادة عملية انقلاب سياسي عبر ادخال العراق في فوضى واقتتال داخلي بأكذوبة التظاهر وحقوق الانسان(وهي بعيدة عن هذا المسمى الانساني، وما فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، الا شاهد على بشاعة الدول المتبجحة بالدي مقراطية)والأتيان بحكومة عسكرية لاحت بوادرها مرتين قبل واثناء اشتداد أزمة التظاهر إلا إنها أجهضت في المرتين وبهدوء عالي من قبل من دحر داااعش .. لذا هي وصلت إلى قناعة وجوب إدخال أحدى أدواتها السياسية من أجل السيطرة على مجريات نتائج الانتخابات عبر بوابة(الاشراف الاممي) ولم ينجحوا لحد الان في ذلك.. وعليه فإن تلك السفارات أيقنت أن فوضى التظاهر لم تأتي أكلها، وهذا بفضل إيثار القاعدة الشعبية في الوسط والجنوب التي ذاقت الامرين من فساد الاحزاب السياسية، لكنها بنفس الوقت تدرك إن قوى الشر الخارجية، تتبجح باستخدام ملف فساد الاحزاب السياسية الحاكمة، ليس من أجل أصلاح العملية السياسية، بل أجل العودة لأيجاد حكومة دكتاتورية جديدة شبيهة بحكومة المقبور صدام، تلبي وتحقق مصالح الخارج، دون أن تكترث لمصالح الشعب العراقي، بالمناسبة هذا الامر متحقق في الجغرافية السنية الان، وقد سبقهم الكرد في ذلك.
اقول لا بديل للانتخابات رغم ارتداءها للمستوى المثالي، والسبب هو هشاشة النظام السياسي الذي اسست له الولايات المتحدة الامريكية، لكن حتى امريكا التي تعد الدولة الاولى في الاستقرار السياسي او من الدول المتقدمة في مجال الديمقراطية، وحصلت تلاعب وتشكيك في النتائج وحصل ما حصل، الديمقراطية فتية في العراق ومحاربة بشكل بشع من قبل كثير من دول الجوار والانظمة الديكتاتورية في المنطقة، ولديهم مشتركان كثيرة مع سفارات الشر.. لعودة العراق الى مربع ذل الديكتاتورية، وهذا ما نبهت له المرجعية الدينية في النجف الاشرف في خطبتها الاخيرة التي واكبت عملية التظاهر..
فليس من المعقول ان نقتل الوليد السياسي الذي جاء بعد عام 2003، بل علينا أن نهذب ذلك الوليد كي ينمو ويتعافى ويغدو وليدا" بارا" بالعراق وشعبه، فلا نحيد عن الانتخابات، ولن تنطلي علينا حيل ابن العاص وفريقه،، ونقول العراق المريض الذي سيتعافى قريبا بصبر وحلم ووعي شعبه، والمتأمرون على العراق ستحل عليهم لعنة العراق وسيذوقوا وبال اجرامهم، وسيصيبهم كيدهم شرا..
واقول لكل الذين تأمروا علينا
(يا طابخ الفاس ترجه من الحديده مرگ)
وسلامة اهلنا من اقصى الجنوب الى اقصى شماله.
https://telegram.me/buratha