ناجي امهز ||
لم أكن أعلم إن البداوة اله يعبد، أو دين يتبع، ولا حتى انها نظام اجتماعي المطلوب إعادته للحياة، حتى في زمن ابو لهب وأبي جهل، كانت القبائل والعشائر بالانساب، حتى سكان قريش ومكة حيث ظهر الإسلام، حاربا البداوة كونهما كانا قمة المجتمع المدني الليبرالي الذي تعايشت به القبائل المختلفة ،وازدهرت به التجارة ومعالم المدنية من شعر وتنوع في الاديان والمعتقدات في ذلك الزمن، وهذا الكلام ليس لي بل أنه لكافة المؤرخين وعلماء الاجتماع
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سكن البادية جفا. رواه أبو داود والترمذي و النسائي، وصححه الألباني.
قال المباركفوري وهو احد اعلام السلفية: قَوْلُهُ: مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ جَفَا. أَيْ جَهِلَ، قَالَ تَعَالَى: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَنْ لَا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ.
قَالَ الْقَاضِي ايضا احد اعلام الوهابية السلفية: جَفَا الرَّجُلُ إِذَا غَلُظَ قَلْبُهُ وَقَسَا وَلَمْ يَرِقَّ لِبِرٍّ وَصِلَةِ رَحِمٍ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى سُكَّانِ الْبَوَادِي لِبُعْدِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقِلَّةِ اِخْتِلَاطِهِمْ بِالنَّاسِ, فَصَارَتْ طِبَاعُهُمْ كَطِبَاعِ الْوُحُوشِ.
يعني لا علاقة لوزير الخارجية بل هو نقل كلام رسول الله وعلماء السعودية والسلفية.
وايضا قصة تقطيع الخاشقجي بالمنشار ثم حرقه بالنار، هذا الكلام ليس لمعالي الوزير المستقيل، بل انه للقضاء السعودي نفسه الذي حكم على مجموعة من قادة عسكريين وغيرهم، وقد اكدته المخابرات المركزية الامريكية، ونشرت وثائقه الحكومة التركية.
وايضا بالنسبة للداعش لا يختلف اثنين من باب الازهر بمصر الى حاضرة الفاتيكان مرورا بالبيت الابيض حتى قصر باكنغهام ببريطانيا، بان داعش هي نتاج تفكير سلفي وهابي، ممول ومدعوم من بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وقد اكدت كافة التحقيقات وبالعين المجردة، وما عثر عليه من وثائق بحوزة غالبية الانتحاريين انهم سعوديين، او ينتمون للمدارس الوهابية السعودية تحديدا، والتي اعلن بالامس محمد بن سلمان انفكاكه عنها بعد اربعة قرون من التحالف بين ال سعود والوهابية، اذا ما قاله وزير الخارجية المستقيل هو صحيح وتوصيف دقيق.
حتى ما قيل عن اسلوب وزير الخارجية، كثيرا ما تحدث ازمات دبلوماسية بين الدول، مثلا عندما قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهجوم على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، رد السفير البريطاني في واشنطن كيم داروش وقال عن ترامب "غبي"، وبالرغم من حدية موقف السفير البريطاني والذي كاد يوصل البلدين الى ازمة سياسية ودبلوماسية، الا ان الحكومة البريطانية اكدت دعمها الكامل لسفيرها ونددت بكلام ترامب وقالت عنه "غير المحترم والخاطىء"، ولم نسمع بان البريطانيين سارعوا وانتقدوا السفير البريطاني، وايضا بالمقابل لم نسمع ان الامريكيين قاموا بمظاهرات مؤيدة امام البيت الابيض، اصلا الامريكيين سمعوا بالازمة من الاعلام العربي، مين فاضي اصلا.
بالختام انا لا اعترض عن زوار خيمة البخاري، هذا حقهم...ربما الامر يتعلق بتصفية حسابات داخلية ولا علاقة لها بالمواقف الوطنية، لانه كان من باب التوازن واللياقة لو انهم طالبوا الصحفي السعودي بالاعتذار عن الاساءة الى لبنان، كما طالبوا وزير خارجية دولتهم المستقيل، بالاستقالة ولاعتذار وكادوا ان يطالبوه بالانتحار.
كما لا اعتب على الفنانين والاعلاميين، فأنا لو كنت أقبض من السعودية لكنت الان اقمت الدنيا ولم اقعدها، يا لطيف شو كنت عملت لو كنت أقبض من السعودية، على قولة فليمون وهبة يه يه يه شه به يه يه.
كل ما اريد قوله ان هناك فرق كبير بين خيمة البخاري التي نصبت وسط بيروت، وخيمة الرئيس جمال عبد الناصر على الحدود اللبنانية السورية، حيث جلس الرئيس فؤاد شهب رحمه الله على الجانب اللبناني وجلس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الجانب السوري، احتراما للشعب اللبناني وتأكيدا على استقلال لبنان وتميزه في هذه المنطقة من العالم.
https://telegram.me/buratha