🖋 قاسم سلمان العبودي ||
أن التحول الكبير في أسلوب الردع الفلسطيني ،أنما جاء بعد سنوات من الجد والأجتهاد بتطوير أسلوب المقاوم الفلسطيني ، وبنائه بناءاً عقائدياً بعيداً عن القومية العربية التي خذلته لسنوات طوال . عملية تحويل الأنتماء من العروبي الى الأسلامي ، جعلت منه منتج على مستوى التصنيع الحربي ، ومنتج على مستوى التصحيح العروبي .
لذلك تعتبر فرحة الفلسطينيين خصوصاً ، والمسلمين عموماً بهذا الأنجاز الكبير الذي تحقق على أيدي المقاومين الفلسطينين ، بسبب التحول الكبير بقناعة أسلامية القدس ، بعيداً عن عروبيتها ، وأنتهاج أسلوب المقاوم العابر للقومية التي لم تعيرها أدنى أهتمام على مدى أكثر من ٣٠ عاماً ، رغم الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الفلسطينية .
الأنتصار الكبير والمدوي على الكيان الصهيوني ، فضح أدعاء الرؤساء العرب الذين طالما تبجحوا بدعم القضية الفلسطينية وأعتبارها قضيتهم المركزية ، وهم في أعلى درجات الكذب . لقد أختفى الخطاب الرسمي العربي ، كون المقاوم الرافض للأحتلال كشف عوراتهم ، وسلوكهم الزائف بالتعاطي مع القضية الفلسطينية .
لقد كشفت هذه المعركة صدق محور المقاومة الممتد من مأرب ، مروراً بالعراق وبلاد الشام وحتى الجنوب اللبناني . بل بعثت هذه المعركة رسالة واضحة الى العالم أجمع مفادها ، أن محور المقاومة بات اليوم رقماً صعباً في المعادلة الدولية ، ولايمكن بأي حال من الأحوال عبوره أو تهميشه . عندما صمت العالم بأسره على جرائم الصهاينة ، نطقت أيران بما لم ينطق به المارقين والمرجفين . لقد تبنت الجمهورية الأسلامية الأيرانية ، بكل فخر دعمها المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية ، وزادت على ذلك بتبنيها عملية تدريب الكفاءات الفلسطينية على كيفية صناعة السلاح . وهذا من ثوابت الجمهورية الأسلامية ، والتي يعلم صدقيتها القاصي والداني ، وثباتها على دعم محور المقاومة بالمطلق وليس في فلسطين فقط . نعتقد أعتقاداً جازماً ، أن التحول الكبير في موازنة الرعب ، قد فرض على الجانب الصهيوني أيقاف أطلاق النار من دون قيد أو شرط . فضلاً عن ذلك ، أن الجهوزية التامة لأبناء المقاومة في العراق وأيران ولبنان وسوريا ، وأستعدادها التام للألتحام مع المحور الفلسطيني في مواجهة المحتل الغاصب ، أضاف ضغطاً كبير في قبول وقف أطلاق النار .
ربما ستتعرض الأنجازات التأريخية الى بعض المؤامرات من قبل المتخاذلين الذي باعوا أنفسهم الى الشيطان الأكبر ، لكن القدرات الفلسطينية الهائلة ستقوض تلك المؤامرات ، ما دامت متمسكة بثوابتها العقائدية وألتزامها الثابت بمحور المقاومة الأسلامية العالمية ، والذي بدأت ملامحه تظهر الى الواقع بفضل حكمة ورصانة قادة المحور الكبير .
اليوم أثبت محور المقاومة ، أن دماء الشهيدين الكبيرين سليماني والمهندس ، هي من أوصلت القضية الفلسطينية الى هذا المستوى القتالي العالي ، والذي ذهبت دماء الشهداء القادة قربان للمحور الذي أرغم الغاصب الصهيوني على الخضوع أمام صلابة المحور المقاوم.
دماء الشهداء تنتصر .
https://telegram.me/buratha