منهل عبد الأمير المرشدي ||
من اللافت في الانتباه ان اغلب من تسلم زمام الامور في العراق بعد سقوط الصنم هم من ابناء الخارج اي انهم ممن كانوا خارج العراق بين معارض وهارب ولاجئ وسائل وتائه وضايع . مع من انضم معهم من شخصيات من داخل العراق بين رفيق متخفي وسني متشيع وشيعي متأسلم وعلماني وليبرالي وشيخ ومتشيخ وطائفي متطرف يدافع عن ابناء طائفي بالمفخخات . وبين هؤلاء واولئك توزع الشعب وتناثرت ولائا
ته وتكاثر مهاويله وانتشرت سرادقه وكان الذي كان وعم الضيم والخراب ونهبت البلاد وتفشى الفساد واحترق الاخضر بسعر اليابس وتساوى الصالح والطالح حتى تهاوينا إلى مرحلة الحضيض وصولا الى مهزلة اخو عماد التي إن استمرت فسوف يغدوا العراق عين بلا اثر .
ولأن الأمثال تضرب ولا تقاس استشهد بحكاية وردتني لأحد الأصدقاء عاد من الغربة الى العراق لزيارة اهله في إحدى المناطق الريفية وفي احد الأيام واثناء وجوده في البيت كان أبوه وأمه خارج الدار في زيارة لبعض أقربائهم في قرية أخرى فجاء (حرامي) وسرق الحمار من الدار من دون ان يعلم صاحبنا وقد اغضب ذلك الامر اهله لانهم بحاجة للحمار في نقل بضائعهم .
بعد يومين ذهب السارق إلى السوق للتبرع واخذ الحمار معه وحمّله من كل أصناف الفواكه والخضروات ووضعها فوق سرج الحمار المسروق . انشغل السارق في الزحام بين الناس بينما استمر الحمار في المشي حتى وصل إلى بيت اهله واصحابه فقد كان يعرف الطريق تلقائيا بفطرة ابو صابر.
وصل الحمار وحاول أن يدخل من الباب ولكنه لم يستطع لانه محمل بكم كبير من البضائع والفواكه والخضروات وعندما سمع والد صاحبنا صوت حركة الحمار عند الباب فتحه وإذا به وهو محمل بالخضروات والفواكه فصاح الرجل لزوجته وقال لها: (حجيه اطلعي شوفي المطي ، غاب يومين وجايب النا السوگ كله مو مثل ابنج الشفيه صارله سنين مسافر لا حس ولا خبر.. طلع المطي احسن منه .)
اخيرا وليس آخرا ومع احترامنا لثلة من الأولين وقليل من الآخرين اقول كنا نأمل ونتأمل ممن عادوا من الخارج أن ينقلوا لنا تجارب الدول المتقدمة في الادارة والعلوم والتكنلوجيا ويطوروا البلد او ممن كانوا في الداخل ان ينصفوا شعب مظلوم مضطهد ولكن ما حدث بأن اولئك وهولاء جاؤا ومعهم كل طرق السرقة والنهب والتدمير والنفاق .
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
https://telegram.me/buratha