حمزة مصطفى ||
أعلنت وزارة الزراعة إننا إكتفينا ذاتيا من إنتاج الحنطة لهذا العام (2021). هذا خبر, بلا أدنى شك, مفرح. أما الشعير فلدينا منه كمية فائضة للتصدير. خبر آخر مفرح. لكن يبقى السؤال هل تمكننا من تأمين أمننا الغذائي الذي هو أحد أركان الأمن القومي لأي بلد؟ أي "أحكي لي" بالمخزون الذي في السايلوات كم يكفي؟ شهور أم سنوات؟ هل وضعنا الخطط الكاملة خمسية أم عشرية بحيث لاتكون عملية الإكتفاء من هذا المحصول أو ذاك "فرة عروس" ومن بعدها نفتح أبواب الإستيراد وكأنك يابو زيد ماغزيت؟
للإجابة عن هذه الأسئلة هناك معطيات لابد من التعامل معها. لعل أهم مانيبغي أخذه بعين الإعتبار هي معادلة النفط والماء. نحن في العراق نملك النفط وبكميات وفيرة. المخزون النفطي في باطن الأرض كما يقول الأخوة النفطيون يكاد يكون هو الأكبر في العالم ربما بعد السعودية ونتفوق في ذلك على إيران. لا أعرف مدى صحة هذا الرأي لكنه كان متداولا على مدى عقود من الزمن أيام كان النفط نفط ولم يتذبذب موقعا وأسعارا. كما إننا نملك الغاز غير المستخرج بعد. يبدو إنه مضموم لـ "ساعة السودة" مع أمنياتي أن لايكون مثل "سالفة أبو خنجر".
في مقابل النفط وبدائله فإننا لانملك الماء. لدينا نهران كبيران "زامطنا" فيهما عشرات بل ربما مئات القرون حتى أطلق علينا الجغرافيون تسمية "بلاد النهرين" أو مابين النهرين أو وادي الرافدين ناهيك عن أرض السواد. هذا كان أيام الماء الذي يسيح من الأرض قبل سد "اليسو" وطلايب اليسو. كما يسيح من السماء قبل أن تحل مواسم الجفاف ولم تعد الغيمة الطارئة التي تمر في سمائنا أوائل الخريف تفئ علينا بأي خراج بقي هارون الرشيد أيام ليالي بغداد الألفية "يزامط" به هو الآخر من أن هذا الخارج عائد الينا. لاخوية. الخراج أصبح لدول الجوار حيث الحدود والحواجز وجوازات السفر.
الخلاصة إننا إذا إقتربنا من تأمين قوتنا الزراعي وهذا جيد, فالى متى نبقى مشغولين بأسعار النفط المتذبذبة صعودا ونزولا؟ أعيننا لاتزال على نشرة أوبك. الأسوأء أن مفاتيح حنفية الماء لم تعد بيدنا. هذا مايجب أن نضع له الخطط. النفط لم يعد صالحا للمقايضة.. قطرة بقطرة.
https://telegram.me/buratha