محمد العيسى ||
الحديث عن الناصرية يتجدد في كل مرة ،لاحداث يرتبط بعضها بالبعض الآخر غالبا .
هذه المرة ربما يكون الحديث مختلفا ،فقد اكتشفت مقبرة جماعية في مدينة الحبوبي تعود لضحايا النظام المجرم السابق ،نظام وزع مقابره الجماعية في كل أنحاء العراق وتفنن في قتل العراقيين واذلالهم وتجويعهم ،نظام لايمكن وصفه أو وضعه ضمن مقاسات الأنظمة السياسية في العالم ،فهو نظام احترف الجريمة وعادت جزء من شخصيته وكينونته ،شن الحروب العبثية على جيرانه وتسبب بقتل ملايين العراقيين ،دمر الاقتصاد العراقي وجعل الشعب العراقي يدفع فاتورة مغامراته الطائشة ،واليوم يحاول البعض تلمييع صورة هذا النظام البشع على مرأى ومسمع الجميع ،في القنوات الفضائية والسوشل ميديا دون رقيب أو حسيب ،رغم القوانين التي شرعها مجلس النواب والتي تجرم تمجيد هذا النظام لكن دون تفعيل اوتطبيق فأين الخلل هل هو في الوزارات الأمنية ام الخلل في الحكومات المتعاقبة التي أعادت البعثيين لمؤسسات الدولة بل وكافئتهم على جرائمهم، رواتب تقاعدية خيالية ،لايقوى على الوصول إليها الكثير من المجاهدين والمضحين الذين افنوا أعمارهم في مقارعة هذا النظام .
مازالت المقابر الجماعية تكشف سوءة البعثيين ومازال البعثيون ،منعمون ومترفون ،وكأن من صنع المقابر الجماعية هم أولئك المضطهدون والمظلومون والحفاة .
أمر مخز حقا أن يتحرك البعثيون بكل حرية في العراق وخارجه ،ويؤسسون منتديات وكيانات مخالفة للدستور والقوانين النافذة ،يتمتعون بالحرية الكاملة للتأثير على عقول الشباب إعلاميا وسياسيا وفيسبوكيا ،.
أمر مخز حقا أن لاتردع كل هذه القوانين عصابات مجرمة تمتهن المكر والخداع على جيل لم ير جرائم صدام وبشاعة البعثيين .
وأمر مخز أن يكون الإعلام الحكومي محبطا وقاصرا في توعية الشباب..
عشرات المقابر الجماعية اكتشفت في العراق لم يتم استثمارها إعلاميا بتوضيح حقيقة نظام البعث المجرم .
واليوم وبعد كل هذه السنين تلمع صورة صدام المقبور وزبانيته ،وكأنه بريء من كل ماحل بالعراق من دمار ،تصور انك عندما تتصفح الانترنت تجد آلاف الاعجابات والتعليقات لصفحات تديرها بنات صدام ،..فهل نسى العراقيون جرائم صدام أم أن أجيالا ولدت لم تر حقيقة صدام أم أن مؤسسات الدولة الإعلامية والأمنية والتشريعية هي من اوصلت الأمور إلى الحد ..؟ تساؤلات نحتاج إلى الإجابة عليها ولتكن مقبرة الناصرية الجماعية هي منطلقنا لذلك...
https://telegram.me/buratha