محمد العيسى ||
واحدة من الليالي الصعبة الاخرى التي مرت على العراقيين،وهم يترقبون ماذا سيحدث على اسوار المنطقة الخضراء ،هل سيثأر الحشد لاعتقال أحد قادته ويطلق سراحه عنوة ،؟ كانت عجلات الحشد تطوف حول المنطقة الخضراء بينما استدعى الكاظمي ،دباباته وقواته لصد هجوم الحشد على المنطقة الخضراء .
و يبدو ،الاخبار تضاربت والناس اختلفت فمنهم من يؤيد عملية الاعتقال ويعتبر أن التظاهرات قد أسفرت عن كشف خيوط الطرف الثالث الذي يقتل المتظاهرين والناشطين ،ودون أدنى معلومات وادلة كان يدعي أن عملية اعتقال قائد عمليات الانبار السيد قاسم مصلح إنما جاءت على خلفية اغتيال الناشط الكربلائي إيهاب الوزني أما الفريق الآخر الذي كان له صوت عال فيما حدث يوم امس هو فريق جمهور الحشد الذي كان ينفي تهمة اغتيال الناشطين عن السيد قاسم مصلح ويقول إن عملية الاعتقال تمت من قبل لجنة ابو رغيف والتهمة ٤ارهاب التي لاتتوافق تماما مع مهام هذه اللجنة التي تتعلق بمكافحة الفساد وهذا اول خرق يراه جمهور الحشد ،اما الخرق الثاني فيراه هذا الجمهور إن عملية الاعتقال تمت بمساعدة المارينز الامريكي ،وهم يرون أن عملية الاعتقال ليس لها علاقة باغتيال الناشطين إنما لرفضه ادخال قوات أمريكية قادمة من سوريا بشكل غير رسمي أو لاتهامه بضرب الصواريخ على القواعد التي يتواجد فيها الجنود الأمريكيين.
عموما هذه روايات كل فريق مبغض اومحب للحشد وهي لاتخرج عن اطارها غير الرسمي ولايمكن الاعتماد على اي من الروايتين ،والاهم من ذلك كله ،الرواية الرسمية للحشد على لسان قادته ،ان السيد قاسم مصلح قد تم تحويله إلى مديرية أمن الحشد وهو سياق متبع في كل جيوش العالم أن الوحدة العسكرية مسؤولة حصرا بالتحقيق مع أفرادها أن وجه إليهم الاتهام فكيف وهو قائد عمليات محور يخضع له اكثرمن خمسة ألوية .
ويقول مصدر الحشد نحن نختلف هنا على السياق وليس على أصل القضية ،فنحن لانقف مع أي شخص تثبت عليه جريمة لكن السياق الذي كان مرفوضا ويؤسس لمرحلة جديدة خطيرة ربما ينهار الحشد الشعبي من تداعياته ،.
ويبدو من كل ما ذكرناه أن القضية اكبر من كونها ،قضية قتل ناشطين اوغير ذلك ،القضية تتعلق بشرعية الحكومة الحالية ..فهل يمكن أن تبقى حكومة كاملة الصلاحيات بعد إجراء الانتخابات في الموعد الذي حددته بنفسها ،وعليه فلابد حيئذ من حكومة طوارىء تأتي نتيجة اضطراب الأمنية في البلاد ،.هذا ماتسعى إليه بعض الأطراف الداخلة في العملية السياسية أو التي لم تدخل بعد .
كلنا يعرف أن مظاهرات يوم ٢٥ ايار قدفشلت في تحقيق مبتغاها ،وكان اول هدف لها هو تأجيل الانتخابات ولكن حجم الحضور والتأييد لم يساعد تلك القوى على تحقيق الهدف الذي انطلقت من أجله ،اذن لابد من حدث اخر ،يرفع منسوب الحرب ويستنفر كل فصائل المقاومة إلى التصادم مع القوات الأمنية وهذا ماحصل بالضبط يوم امس ،لولا تدخل العقلاء في فض هذا النزاع واكيد أن الحاج العامري يقف في مقدمتهم .
واخيرا لابد من التنويه أن المرحلة القادمة ، ربما تكون أكثر صعوبة على العراقيين في ظل سعي حكومة الكاظمي للتمدد أكثر في البقاء على رأس السلطة ،وهو يدرك أن لابديل لإجراء الإنتخابات في موعدها غير حكومة طوارىء التي لاتاتي الامن خلال حالة الحرب والتصادم المسلح وهذا مالانامل أن يحصل ولكن حتى اجراء الانتخابات يبقى الحشد في مرمى النيران.
https://telegram.me/buratha