المقالات

احترام الاختلاف ..

1304 2021-06-01

 

قاسم الغراوي ||

 

من يتابع الفوضى العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي يستغرب لمستوى انحدار البعض وحالة الانفصام التي يعانيها ويفتقر معها لابسط معايير الادب والاحترام واحترام التنوع والاختلاف في الراي .

ولعل من محاسن هذه المواقع انها كشفت الاقنعة واماطت اللثام عن البعض ، فالكلمات المعدودة التي يدونها البعض تكشف للاخر حقيقة شخصيته من دون تجميل وللاسف من هؤلاء على مستوى من الوعي ما يجعلنا نستغرب لضحالة تفكيرهم ومواقفهم في التعبير والتعليق.

تراه يندفع دون ترو لكيل التهم وتوجيه الكلمات والعبارات الجارحة ومنها مايندرج تحت القذف والشتم واثارة النعرات والتفرقة بين الناس فقط لان امرا ما لايعجبه او يخالف قناعاته ومعتقداته .

تمر علينا عبر هذه الوسائط مشاهد منها مانتفق معها وكثيرا مانختلف فيها او لانتوافق عليها ويمكن ابداء الراي فيها باسلوب راقي يترفع عن شخصنة الامور واثارة النعرات والخلافات .

لقد جاءت جملة القوانين التي تنظم التعامل عبر التقنيات والوسائط الجديده لتردع غير المنظبطين والتي(نفتقدها)في بلدنا ممن يعتقدون ان هذا الفضاء مفتوح لينصبوا انفسهم اوصياء واولياء على الدين او الفضائل ويعدون غيرهم منحرفين ومشوهين في سلوكياتهم ومعتقداتهم وثقافتهم .

بالرغم من حملات التوعية للعديد من الجهات المختصة والشخصيات الواعية لتعريف الناس بتبعات مايكتبون ويدونون على صفحاتهم في هذا الفضاء الفسيح نجد ان الكثيرين لا يدركون نتائج افعالهم .

المسالة ليست براعة في تسجيل كلمة او موقف اوالانفراد بنشر صورة بقدر ماهو تخيل بمقدار الاذى الذي يمكن ان يلحق بالطرف الاخر او يشوة معتقداته او ينال من عقيدته وينتقص من ثقافته .

اذا غابت القوانين الخاصة بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي بانواعها والتي تحكم انضباط النشر ومتابعته في بلدنا فان المسؤولية تقع على النخبة الواعية الحريصة على تماسك المجتمع والحفاظ على نسيجه الاجتماعي ونشر كل ما يدعوا للالفة والتسامح والمحبة والابتعاد عن التنافر والكراهية والوقوف بحسم ضد من يؤجج النار في وضعنا الذي لايحتمل في ظل ظروف معقدة تواجه البلد وشعبه . نحن بحاجة ماسة الى التلاحم ونكران الذات والسير معا يد بيد نحو مستقبل نرسمه بالمحبة والتالف والتضحية ليكون ويظل العراق وطن الجميع .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك