حميد الموسوي ||
الأول : - صار عربات وأدوات زينة لصدام وعائلته .
الثاني : - جعل كوريا دولة في المصاف الأول .
3,5 مليون كوري يتبرعون بالذهب لسداد ديون بلادهم !!
في عام 1997 كان الاقتصاد الكوري يحتل المرتبة 11 من بين أكبر اقتصادات العالم ، و لكنه كان يعاني من الديون الضخمة التي لا تكفي احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي لسدادها .
في نوفمبر من عام 1997 شرع المضاربون في الهجوم على العملة الكورية و المراهنة على هبوطها ... في البداية أنفق البنك المركزي الكوري عشرات المليارات من الدولارات في محاولة للدفاع عن الوون ، و لكن في غضون أسابيع انهارت احتياطيات البلاد من حوالي 30 مليار دولار إلى أقل من 5 مليارات دولار .
بعد محاولات عديدة فاشلة لإنقاذ الوضع المتأزم اضطرت كوريا الجنوبية في نهاية المطاف إلى أن تطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي .
في ديسمبر من عام 1997 توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق مع كوريا الجنوبية تحصل بموجبه الأخيرة على قرض بقيمة 58 مليار دولار بشرط التزامها بتنفيذ عدد من الإجراءات المالية الصارمة التي شملت على سبيل المثال رفع أسعار الفائدة و التقشف المالي و إصلاحات هيكلية و تعويم الوون بشكل كامل .
نزل خبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي كالصاعقة على الرأي العام الكوري الجنوبي ، لدرجة أن عددًا من وسائل الإعلام المحلية اعتبرته عارًا وطنيًا ، بينما قارن البعض ذلك الحدث بالاستسلام الكوري لليابان في عام 1910.
في محاولة لاستغلال حالة الحنق و الغضب لدى الشعب من اتفاق صندوق النقد الدولي ، تم إطلاق حملة وطنية ضخمة لحث المواطنين على التبرع و لو بجزء من حيازاتهم من الذهب البالغة نحو ألفي طن في شكل سبائك و مشغولات ذهبية و تماثيل و ميداليات و شارات عسكرية بقيمة إجمالية تقترب من 20 مليار دولار .
لاقت الحملة استجابة واسعة من قبل الكوريين الذين تراصوا أمام نقاط التبرع من أجل مساعدة بلادهم في سداد القرض في أسرع وقت ممكن .
و قامت شركات كورية كبيرة مثل "سامسونج" و"هيونداي" باستخدام قوتها الإعلامية في التسويق للحملة من أجل إقناع أكبر عدد من المواطنين بالانضمام إليها ، و هو ذات الأمر الذي حاول كثير من المشاهير فعله .
في غضون شهرين فقط ، تمكّنت الحملة من جمع 226 طنًا من الذهب بقيمة اقتربت من 2.2 مليار دولار ، بعد مشاركة نحو 3.5 مليون مواطن .
على الفور ، قامت الحكومة بإذابة الذهب و تحويله إلى سبائك و أرسلته في شحنات إلى صندوق النقد الدولي ...
و على الرغم من أن القيمة الإجمالية للذهب المتبرع به كانت قليلة مقارنة مع حجم القرض إلا أن هذا المبلغ ساعد كوريا في جهودها لاحتواء أزمة الديون .
في أغسطس من عام 2001 نجحت كوريا الجنوبية في تسديد الدفعة الأخيرة من القرض الذي حصلت عليه من صندوق النقد الدولي ، و ذلك قبل ثلاث سنوات تقريبًا من الموعد المحدد ، ليعلن الرئيس الكوري الجنوبي حينها "كمدايجنج" تحول بلاده منذ تلك اللحظة من دولة مدينة إلى دولة دائنة .
https://telegram.me/buratha