محمد العيسى ||
لم تكن نظرية التكليف عند الامام الخميني قدس سره مستوحاة من وحي الخيال،او من حسابات رياضية تفضي إلى نتيجة ما.
الامام الخميني كان يرى أن صيرورة الحياة ،ومايتمخض عنها من علاقة بين الخالق والمخلوق ، تقتضي أن يسلم المؤمنون إرادتهم للباري عز وجل دون أن يعتريهم الشك في ذلك ،رغم تناقض الحسابات المادية مع تلك التي يؤمنون بها بوجدانهم وان عليهم أن يستوحوا ذلك من كتاب الله عز وجل ومن سيرة الرسول ص والأئمة المعصومين عليهم السلام.
الامام الخميني رض لم يكن يؤمن بنظرية الربح والخسارة في إطارها الضيق الابالحدود المسموح بها شرعيا ،فهو يدرك تماما أن كل حركة كونية هي من تدبير الباري عز وجل وكذا هي مسألة الربح والخسارة والنصر والهزيمة هي أيضا من الله تعالى ،فاذا توفرت شروط النصر الإيمانية والمادية عند اي جماعة فحتما أن هذه الجماعة ستنتصر.
ربما يتخيل البعض أن الامام رض قد أعطى للجانب الغيبي اهتماما يفوق حد المعقول دون أن يكترث بالجانب المادي من استعداد وإعداد ،والحقيقة أن هذه النظرة خاطئة تماما الامام رض يؤمن تماما أن الجانب المادي يجب أن يكون في أولويات عمل المؤمنين ودليله على ذلك الآيات القرآنية الكثيرة التي تدلل على هذا المعنى (واعدوا لهم مااستطعتم من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )،ولكن في كل هذا يرجع الأمر إلى التكليف الالهي ،اذبمقتضى المسؤولية الشرعية الملقاة على الفرد والجماعة يكون الاستعداد بما يتوفر لها من إمكانيات .
عندما اعتدى صدام على الجمهورية الاسلامية قال الامام رض عبارته الشهيرة الخير فيما وقع ،وعندما وافق الامام على وقف إطلاق النار قال كلمته الشهيرة تجرعت السم ،لكنه وافق على وقف اطلاق النار ايمانا بضرورة إنهاء الحرب رغم الالم والمرارة التي تحملها لانه يرى ان تكليفه الشرعي يحتم عليه ذلك ،ولكن بذات الوقت استعدت الجمهورية الإسلامية للتحصن بكل عناصر القوة المادية والعسكرية لتكون على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عدوان .
هذه أبرز مقومات النجاح في فكر الامام الخميني رض ،العمل بالتكليف واعداد العناصر الساندة له
https://telegram.me/buratha