المقالات

إصبع على الجرح..في شواطيء مدرسة الإمام الخميني (رض) 

1444 2021-06-03

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

تمر هذه الأيام ذكرى رحيل مفجّر الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الخميني (رض) الذي إستطاع وبإعتراف الأعداء قبل الأصدقاء أن يبعث الآمال في نفوس الناس بعودة الإسلام المحمدي الصحيح .

إسلام يحفظ للأمة ثوابت الكبرياء وعزة النفس والسيادة وإمتلاك القرار والتحوّل من كيان تابع الى أمة تنبض بالحياة كقوة فاعلة في الأرض مستقلة عن الغرب والشرق وفق الشعار الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) لا شرقية ولا غربية بل أمة تمثل الترجمان الحقيقي للإسلام.

 لقد تجلى نهج الإمام الخميني بترسيخ الإيمان الحقيقي الذي يقود إلى الإيمان بالإنسان والاعتناء بجميع خلق اللَّه ولا سيما المحرومين منهم والمستضعفين والمظلومين ليشكل نقطة تحول هامة في تاريخ العالم الإسلامي .

حين اعلن الإمام الخميني (رض) ثورته لتخليص الشعوب الإيرانية من سلطة الشاه عميل أمركا ورمز الظلم والاستعباد لم يكن يملك سلاحاً سوى الإيمان والكلمة الصادقة وطاقة الروح الفياضة وقدوته التي يتأسى بها برسالة المصطفى المختار ( ص) مشدودا في مواصلة النضال بروحه المستلهمة لمعاني التضحية لسيد الشهداء الحسين بن علي  (ع) ومدرسة واقعة بلطف حتى اوجز كل ذلك في قوله المأثور بعد إنتصار الثورة حين قال ( كل ما فينا من خير ونجاح وانتصار هو من الحسين عليه السلام ) .

 من عظمة الإمام الخميني إنه كان يتوجه إلى البشر كافة وليس المسلمين فحسب لأن الإسلام دين جاء للناس كافة وهو مشروع مضاد لكل أشكال الاستغلال والاستعمار والتبعية والانحلال والفساد.

من هنا كانت نقطة الشروع بغلق السفارة الإسرائلية وتسليمها لدولة فلسطين ووقوفه الذي استمر طوال الأربعين عام الماضية نهجا ثابتا للثورة الإسلامية مع كل المستضعفين والمظلومين ضد الطغاة والظالمين حيثما كانوا بعيدا عن الركون لدين او مذهب او معتقد فكان حضور ايران الثابت والفاعل في نصرة الشعب اليمني ضد عدوان آل سعود ونصرة المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة والمقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني بل وصل المدد لنصرة دول في قارة امريكا الجنوبية وافريقيا كمصداق ثابت على إن نهج الإمام الخميني (رض) وثورته العظمية ذات بعد إنساني عالمي كما هو الإسلام جاء منقذا لكل البشرية .

لقد صنع الخميني تأريخا جديدا وصناع التاريخ لا يموتون حيث يستمرون باستمراره يمارسون تأثيرهم بعد الموت وهو آخر صناع التاريخ منذ ذلك الخريف الثلجي في ضاحية باريسية  لعام 1978 وحتى الفجر الحزين ليوم الأحد في الرابع من حزيران 1989 في طهران بعدما اصطنع العجوز المعمم الطريد الشريد تاريخاً جديداً ليس لإيران فحسب بل للعالم كله.

انقسم التاريخ إلى ما قبل وما بعد مقسماً في الصدارة منه لرجل بسيط القيافة يقتعد الحصير ويطلق كلماته قوية فتزلزل الدنيا وتغير ما فيها شرقاً وغرباً.

نعم فليس عالم ما بعد الخميني هو نفسه عالم ما قبل الخميني الذي صمد بوجه امريكا واسرائيل والأعراب الذي دعموا المقبور صدام وحرضوه على شن حرب الثمان سنين كما تحدى الحصار الأمريكي والأوربي الذي تجاوز عقده الرابع تحدي انتصار على طول الخط بعدما قلب الصورة المستوحاة عن الأمة المثقلة بالرهق إلى حد البله وبالكسل إلى حد الإحباط الذي يحول بينها وبين دينها الحق فلا تكاد تراه إلا وهماً ولا تكاد تقرَّاه إلا طيفاً ولا تكاد تعيشه إلا مكاء وتصدية حاسبة أن ما هي عليه عين الإسلام فأعاد الإمام الخميني إلى الأمة ثقتها الضائعة بنفسها وصدع بالإسلام الحق فانصدعت لصدعه قلوب المستبدين وانفتحت له قلوب المؤمنين وأعاد للناس الثقة بدينها وبالرسالة السماوية السمحاء التي يمثلها الإسلام.

  أخيرا وليس آخرا اقول إن السر الأعظم في الإمام الخميني هو إنه استمد دعوته وثورته وشجاعته من اللَّه وفي اللَّه مخلصا له الدين فكان من الصادقين المخلصين ورحمة من الله وبركات عليه يوم ولد ويوم ارتحل عن الدنيا الى الرفيق الأعلى ويوم يبعث حيا ورحمة الله وبركاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك