د. عائد الهلالي ||
فجاءة وعلى حين غرة يتغير الخطاب السياسي في العراق والحديث عن حل الحشد الشعبي وعلى كافة الصعد فالذي زمجر وطبل قبل ايام وبعد حادثة اعتقال القائد مصلح والتصعيد الذي رافق الحادثة من قبل المتزلفين والمتسلقين والمتصيدين في الماء العكر من ان هذه المؤسسة تشكل تهديد لبنية الدولة العراقية وان وجوهم بات يشكل الخطر الاكبر وعليه يجب ان يتم حلها حتى لو اضطر الامر الى التلويح باستخدام القوة والاستعانة بالاخر كما حصل بتصريح السيد وزير الدفاع والذي اعلنه جهار نهارا وقد انساق مع تصريحه الكثير نجد انهم قد انخرطوا في مشروع جديد هو عملية اضفاء الشرعية الوطنية على هذه المؤسسة وكأنها ولدت فاقدة لهذه السمة وهنا لابد من التذكير من ان الحشد مؤسسة شرعية وطنية تستند الى مرجعيتين.
الاولى المرجعية الدينية والتي بموجبها تأسس.
والثانية هي المرجعية القانونية والتي وضعت ابناء الحشد ضمن اطار قانوني شأنهم في ذلك شأن جميع أبناء مؤسسات الدولة العراقية ولو فرضنا اننا لم نكن نملك هذين الخصلتين او المرجعيتين الا يكفي بدماء ابناءه والتي روت كل سهول العراق وجباله ووديانه واختلط دماء ابناءه مع مياه دجلة والفرات كافية لاضفاء الشرعيه الوطنية على وجود هذه المؤسسة ان المزايدات التي سمعنا بها قبل ايام من دعوة السيد العبادي الى عقد مؤتمر وخطاب السيد الكاظمي والذي تحول بشكل غريب مدعيا ان الحشد ابناءه فيه شيء من الاستغراب والريبة ويحتاج الى الوقوف عند هذين الحدثين ويحتاج الى المزيد من التأمل ويجب أن نلخص الامور بعدة نقاط.
١- لماذا تم الاستهداف وبهذه الطريقة وهذه الكيفية ولماذا تراجعت الحكومة بعد ذلك.
٢- ماهي الاسباب التي تدفع صناع القرار في مؤسسات الدولة او خارجها للزج بالقوات الامنية والحشد في مواجهات عسكرية مباشرة ومن المستفيد .
٣- كركوك ديالى صلاح الدين الطارمية جرف النصر ومايحصل بها او لا بتظافر الجهود من اجل وضع حد لهذه المهزلة بحيث لاتستطيع الدولة مواجهة مجاميع منفلته تسبب الرعب لابناء تلك المناطق.
٤- التدخل التركي واطلاق يد القوات التركية في شمال العراق وقطع المياه بهذا الشكل السافر وصمت الحكومة يدلل على ضعف الدولة العراقية وانها من اضعف الحكومات التي مرت على العراق.
٥- على الحكومة ان تلتزم بما جاءت من أجله وهو اجراء الانتخابات المبكره ليس الا وان ما تقوم به الان هو عملية استفزازية يضع البلد على كف عفريت .
وهنا لابد لنا ان نلخص الامر في على النحو التالي .
لقد قال الشهيد القائد ابو مهدي المهندس رض في احد لقاءات موصيا كل المسؤولين بالدولة العراقية بقولته المشهورة : لاتواجهوا الحشد بل وجهوه. كلمة كبيرة ذات مدلولات عميقة تحتاج الى من يفهم ويفكك رموز هذه الرسالة والتي تعني ان ابناء الحشد طاقات كبيرة لخدمة العراق في الحرب والسلم في السراء والضراء لا ان يستعدى وا محاولة شيطنته ويتحول الى خصم علينا الاستفادة من هذه الامكانيات وتوضيفها بالشكل الصحيح لخدمة العراق ولبناء دولة المؤسسات. يبدوا ان البعض فهم هذه الرسالة ولو متأخرا والبعض فهم الرسالة من خلال ابراز الحشد لامكانياته وقدرته بعد المواجهة الاخيرة على ان يغير الامور كيفما يريد قولا وفعلا لا بصناعة احداث يوهم بها الشارع العراقي او بصناعة انتصار مزعومة ليس لها وجود. والامر الاخر هو قرب موعد الانتخابات وان المغازلة تعني انك تجيد فن اللعبة السياسية على الجميع فهم رسالته وانه امر واقع وعليهم التعامل معه وفق هذا المنظور وانه غير قابل للحل او التذويب بناءا على التوصيات الخارجية والداخلية لانهم حقيقة يعلمون علم اليقين ماذا يخبء بجعبته . اتذكر في سبعينيات و ثمانينيات القرن المنصرم كان هنالك مسلسل ياباني يعرض اسمه حافات المياه جميع ابناء جيلي ومن سبقني ومن جاء بعدي يتذكرون مقدمته والمقوله المشهورة والتي تقول .
((لاتحتقروا الافعى لانها بدون قرون لربما يأتى اليوم الذي تتحول فيه الى تنين.)) خلاصة القول كيف اذا كان هو تنين اصلا ولكنه في حالة من الاسترخاء الان نسأل الله ان يحفظ العراق ارضا وسماء وماءا من شذاذ الآفاق والذين يريدون بنا كيدا.
ـــــ
https://telegram.me/buratha