🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لم يبقى من العفة سوى أسمها ، ومن الأخلاق ألا رسمها لدى الكثير من الناس. ربما نجد بقايا العفه في ( شيلة ) جداتنا اللاتي كنّ يجلسن أمام التلفزيون بعبائاتهن الساتره للحياء .
لربما نشم رائحة العفه في بقايا ثيابهن من عطر ( المسج ) الذي يتزينّ بهِ كفرض عبادي ، أو طقس من طقوس صلاتهن . جميل أن يكون الأنسان على قدر من العفه والحياء، وجميل أن يكون الأنسان ممارساً لأنسانيته كما أنزلها الله تعالى ، لكن أن نتجاوز على قواعد النشوء بحجة الأرتقاء فهذا القبح بعينه .
بعد هذه المقدمة أريد العروج الى ما حدث يوم السبت الماضي على حدائق أبو نؤاس في الكرادة وعلى شاطيء نهر دجلة . تجمهر عشرات الشباب والشابات في مهرجان أقل ما يقال عنه أنه أحياءاً ( للواط ) تحت مسمى المثلية الجنسية التي أسس لها المحتل وروج لها بأدواته الناعمة من باب الديمقراطية والحرية الزائفه . كان مهرجان شبابي للطائرات الورقية الملونة والتي تحمل ألوان المثلية الجنسية التي يتبجح بها الغرب ، بأعتباره أول من أسس أساسها ، والذي يعتبروه باب من أبواب التطور والأرتقاء .
نحن نعي أدوات المحتل الناعمة ، لكن العتب كل العتب على عوائلنا التي أنزوت بعيداً في ثنايا الحياة المتعبة ، وكأن أبنائهم لايعنون لهم شيئا ! العائلة المصدر الأول لتغدية المجتمع بالعفة والحياء يا أرباب الأسر ، و الذي يحاول المحتل الأمريكي طمسه بأريحية تامه وأمام أنظار العائلة التي خرج أبنائهم وبناتهم أمام أعينهم ، وهم الى الهاوية ذاهبون . تحول الملتقى الى عناق وتقبيل فوضوي يخدش الحياء وبطريقة مقززة جداً ، وبحراسة مشددة من قبل القوات الأمنية التي أمنت المكان حفاظاً على الشباب والشابات من تعرضهم لمن تبقى لديه ذره من ذرات تلك العفة المفقودة !
الى أين نحن ذاهبون ياحكومانا؟ ألا فيكم رجلاً رشيد ؟ إن لم تكونوا مسلمين ، عودوا الى دستوركم الذي خطته أيدكم وإنظروا دين دولتكم التي تحكمونها ما هو أسمه ؟ إليس الأسلام أسمه ؟ هل هناك نص يبيح لكم رعاية المجون والمثلية تحت مسمى الحرية والديمقراطية المعلبة ؟ أي ضعةٍ وهوان هذا الذي تديرون به أمور شعب قد مزقته الحروب وآفات الفقر والعوز وانتم تَسخرون القوات الأمنية في الحفاظ على حفلات الصخب الماجنة المنحرفة في قلب بغداد ؟
لقد بح صوتنا ونحن ننادي بخروج المحتل الذي سخر جميع أدواته من أجل هدم الأسرة العراقية والذهاب بها بعيداً عن التوازن الأخلاقي الذي تربت عليه أجيال طويلة . بعد أن يأس المحتل الأمريكي من تفتيت عضد العراق بالعصابات الأرهابية الداعشية ، وتصدي أبناء الحشد الشعبي المبارك لكل محاولات واشنطن لتقطيع العراق ، بدأ معوله الهدام بالنيل من البناء الأسري ، بعد تسقيطه المنظومة الدينية تحت شعار ( شلع قلع كلهم حرامية ) ، و تسقيط العمامة الدينية في نفوس الجهلاء ، تلك العمامة التي حفظت الأسلام جيل بعد جيل .
اليوم الكل مطالب بالتصدي لهذه الظاهرة الخطرة التي بدأت تنتشر كا النار في الهشيم . على أرباب الأسر ، ومنظمات المجتمع المدني ، وأرباب المنابر الحسينية ، و جميع مكونات الشعب العراقي الوقوف بحزم أزاء هذه الظاهرة الخطرة التي روج لها المحتل الأمريكي تحت عنوان الحرية والديمقراطية الزائفة . للأسف الشديد ، الطبقة السياسية وقواعدها الشعبية ، مشغولة بالتحضير لعرس الأنتخابات ، الذي تريد به الأستحواذ على ما تبقى من أموال العراق ، وليس في وارد أهتمامها التصدي للمشروع الأمريكي الذي تعمل عليه سفارة الشر ليل نهار لتمويع الشباب العراقي العاطل عن العمل ، والذي عُطل بدوافع معروفه بات القاصي والداني يعرفها . الذي تبتغيه واشنطن هو أنتاج جيل معاق فكرياً ، جيل هش لا يفقه من الحياة سوى اللذة بالرذيلة . أقول على الجميع تحمل مسؤلياته الدينية والأخلاقية والأجتماعية في مواجهة هذا السلاح الناعم المراد منه الأنقلاب على القيم الأجتماعية التي خَرجت إجيال من المبدعين والعلماء والمثقفين والإحرار . هل هذه مظاهر الدولة الحديثة ، يامن وضعتم العراق بين الدولة واللادولة ؟
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha