منهل عبد الأمير المرشدي ||
من المضحك المحزن والمألوف من الشواذ والغريب العجيب في عراق الغفلة والصدفة وآخر فرصة وأحدث صيحة وعراق ( ال كلشي وكلاشي) أن نرى الشعب يتظاهر ماشيا ومهرولا وراكضا وزاحفا وصامتا وصارخا من اجل ضمان حقوق المسؤول فالشعب العراقي وحتى منذ زمن العهد المقبور مع اختلاف الفارق في الظرف والزمان والمكان يتظاهر ليل نهار وبعز الصيف وبرد الشتويه من اجل ان تكون الكهرباء مستقرة في بيوت المسؤولين وهو بلا كهرباء ومن اجل ان تكون ارصدة المسؤولين بالمليارات وهو يعيش على القح الزؤام ومن اجل يعيش في بيوت خاوية وعشوائيات الصفيح وحي التنك وللمسؤولين اصحاب الفخامة والسيادة والمعالي القصور والمنتجعات .
للمسؤول كل شيء وللشعب لا شيء ولاهم يحزنون . ربما نقنع او نقتنع ان الأمر طبيعيا فيما يخص المسؤولين اذا طغوا وتجبروا واعمتهم التخمة والنفس الفاجرة وأمدهم اللهم في طغيانهم يعمهون فلا يسألون عن الشعب المسكين التعبان (الحامي) المضطرب الفقير ولا يصدقون معه الوعد ويعملون وفقا لنهجهم وأخلاقهم وحقيقتهم وفقا لقاعدة (طز بالشعب) .
المشكلة في الشعب . لماذا حتى الشعب نسي نفسه واحتقر ذاته وتنازل عن حقوقه وخضع لطواغيته ورضي بالذل وأستلذ الإهانة ونسى وتناسى نفسه وآلامه وفقره وبؤسه وصار كل هم وغمه هو الصنم المسؤول المسعول ولا شيء غير المسؤول . في حي سكني من احياء بغداد الفقيرة جلس شيخان عجوزان على رصيف الشارع وهم يضحكان بصوت عالي جدا لفت انتباه الناس اليهم وتجمهروا حولهم فسألهم أحد الواقفين .
خيرا لماذا تضحكون ؟ فأستمر الرجلان بالضحك بصوت اعلى فأعاد عليهم رجل آخر نفس السؤال .
لماذا تضحكون ؟ فقالوا له اكتشفنا خطة لحل أزمة البلد وتحسين الإقتصاد وتحقيق السيادة . سألهم احد الواقفين وما هي ؟ قالوا له نحبس الشعب كله ونحبس معهم (حمار) . أستغرب الواقفون من جماهير الشعب وسألوهم (وليش تحبسون الحمار وياهم ..؟!! ) رجعوا يضحكوا بصوت أعلى من الاول .وقال الشيخ لصاحبه (شفت شلون مثل ما گلتلك ،محد راح يسأل عن الشعب .. المهم هو الحمار .) ..
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha