قاسم الغراوي ||
في الصف الثاني الابتدائي قضى معلم القراءة درسآ كاملا مصرآ (دون ان يفقد صبره ) مع أحد التلاميذ وهو يقول له : ( الغراب العطشان) بينما التلميذ كان يرد بعده : (الغراب العشطان )وكم حاول المعلم تقطيع الكلمات والحروف وكتابتها لكن دون جدوى مازال الغراب عشطانآ في نظر التلميذ
قرات مرة عن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لديه بروتوكولاً خاصاً به ، وهو أنه لم يذهب إلى المطار قط لاستقبال شخصيات من أي بلد
، ولم يكسر هذا التقليد إلاّ عندما استقبل رئيس الهند في نهاية الثمانينات شانكار ديال شارما ، وتعجب رجال حكومته ورجال الإعلام عندما شاهدوه يصعد سلم الطائرة ، ويعانق الرئيس قبل أن يقوم من مقعده ، ونزل معه ، متشابكي الأيدي
السلطان قابوس درست في بونا بالهند ، وكان السيد شارما هو أستاذه الذي تعلم منه الكثير واثر في حياته وسلوكه وقدرته على قيادة البلد وطبق كل ماتعلمه اثناء دراسته في ادارته للسلطة وهذا وفاء واحترام لاستاذه الذي علمه الكثير
واما الرئيس الروسي بوتين ، عندما شاهد معلمته العجوز بين حشد من الواقفين ، فما كان منه إلاّ أن خرق البروتوكول وسط دهشة مرافقيه وحراسه ، وذهب إلى معلمته وعانقها وعانقته وهي تبكي ، وأخذها وهي تمشي بجانبه وسط إعجاب الحضور وكأنها ملكة . وهذا شعور بفضل المدرس في وصول الرئيس الى اعلى المراتب.
وفي كتب التاريخ ذكر أن مُعلم المأمون ضربه بالعصا دون سبب ، فسأله المأمون : لِمَ ضربتني ؟! فقال له المعلم : اسكت . وبعد عشرين سنة تولى المأمون الخلافة ، عندها خطر على باله أن يستدعي المعلم ، فلما حضر سأله : "لماذا ضربتني عندما كنت صبياً ؟!" فسأله المعلم : "ألم تنس؟!" فقال : "والله لم أنس" ، فرد عليه المعلم وهو يبتسم : "حتى تعلم أن المظلوم لا ينسى " وهذا درس في الاخلاق منحه اياه المعلم
ان هذا التقدير عبر مراحل التاريخ وفي بلدان مختلفة انما هو اقل استحقاقا وعرفانا بالجميل للمعلم والمدرس والاستاذ فله الفضل في التربية والتعليم لاجيال قادت العالم وغيرت وجهه واخرى طورته وحدثته وانتقلت به نحو افق جديد كله بفضل المعلم
ويبقى المعلم منارآ يحمل رسالتة الانسانية والتعليمية والاخلاقية في خلق جيل يصنع الحياة والمستقبل
تحية حب وثناء وتقدير واحترام تليق بمعلمنا الذي غير مجرى حياتنا وعلمنا مالم نكن نعلم
ـــــــ
https://telegram.me/buratha