المقالات

بين الهول والجدعة..هل نحن أمام فصول داعشية جديدة؟!

1290 2021-06-09

 

محمد العيسى ||

 

يكثر الحديث هذه الأيام عن إعادة عوائل داعش من مخيم الهول السوري الذي تسيطر قوات قسد الكردية إلى مخيم الجدعة الاول العراقي جنوبي الموصل وتحديدا في منطقة القيارة ،حيث من المرجح نقل أكثر من ٤٠ الف عراقية وطفل عراقي من أصول عراقية ينتمي ذويهم إلى تنظيم داعش الإرهابي .

هذا الأمر القى بظلاله الثقيلة على العراقيين وخصوصا أولئك الذين يقطنون المناطق التي شهدت سيطرة تنظيم داعش سابقا سيما أن أغلب العوائل العائدة هي من مناطق صلاح الدين والانبار والموصل ،مايمثل مشكلة معقدة ،مركبة يصعب التكهن بنتائجها .

الايزديون هم أكثر الناس تضررا ودمارا من تنظيم داعش ولديهم مع هذا التنظيم قصصا مأساوية لايمكن تخيلها اوتصورها ،وكان قرار إعادة عوائل داعش إلى العراق عليهم صادما ،ومؤثرا إلى حد العويل والصراخ ،فهم يتذكرون جيدا سبي بناتهم وقتل رجالهم ،ويعلمون جيدا أيضا أن الكثير من أطفال داعش هم من أمهات ايزدية تم سبيهن ،.

إذن فالقضية برمتها لم تكن سهلة حتى يتم تفكيكهاوحلها ،القضية معقدة في كامل جوانبها الإنسانية والأمنية ،فمن جانب تبرر الحكومة إعادتهم في الظرف إلى أنهم عراقيين ولابد من المضي في إعادة تأهيلهم ،رغم تحفظنا الكبير على هذه النقطة إذ أن الجميع يعلم أن إعادة عوائل داعش كان قرارا أمريكيا قدخضعت له الحكومة العراقية  ،وهو مايطرح أكثر من علامة استفهام من أن أمريكا ربما تسعى لإعادة تأهيل داعش في العراق ،وارباك الوضع الأمني فيه لتبرير وجودها وتمركزها في نقاط حيوية واستراتيجية من هذا البلد ،وهذا رأي الكثيرين وهو مالايمكن غض الطرف عنه إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار التحديات القائمة المحلية والإقليمية :_

محليا :١-امريكا تحتاج إلى ورقة ضاغطة على فصائل المقاومة لكبح جماحها فيما يتعلق بالهجمات الصاروخية اوعبر الطائرات المسيرة.

٢-يسعى الرئيس الأمريكي بايدن إلى تحقيق حلمه القديم بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم وهذا لايتحقق الابوجود قوة تستطيع مقاومة وجود الحشد الشعبي في المناطق الغربية .

إقليميا _ تسعى امريكا من خلال ورقة داعش إلى الضغط على إيران في مفاوضات الملف النووي، أو لتضعيف دورها  الإقليمي في دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق  .

هذه افتراضات قائمة ولكن يبقى السؤال الأهم هل أن إعادة عوائل داعش للعراق لاتترتب عليه أي تبعات وعواقب وخيمة ؟

والجواب لايمكن تخيل هذا الأمر إذ أن هذا العوائل ستتحول إلى قنابل موقوتة ستنفجر بوجه العراقيين خاصة وأنها مازالت تحمل افكار وتوجهات داعش ومايطرح من إعادة تأهيلهم من قبل الحكومة دونه خرط القتاد ،فليست الحكومة قادرة على ذلك ولاسواها ،اذن فهل نحن أمام فصول داعشية جديدة ؟

والجواب نعم وسيكون مخيم الجدعة نقطة الانطلاق الجديدة لبراعم داعش.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك