محمد العيسى ||
يكثر الحديث هذه الأيام عن إعادة عوائل داعش من مخيم الهول السوري الذي تسيطر قوات قسد الكردية إلى مخيم الجدعة الاول العراقي جنوبي الموصل وتحديدا في منطقة القيارة ،حيث من المرجح نقل أكثر من ٤٠ الف عراقية وطفل عراقي من أصول عراقية ينتمي ذويهم إلى تنظيم داعش الإرهابي .
هذا الأمر القى بظلاله الثقيلة على العراقيين وخصوصا أولئك الذين يقطنون المناطق التي شهدت سيطرة تنظيم داعش سابقا سيما أن أغلب العوائل العائدة هي من مناطق صلاح الدين والانبار والموصل ،مايمثل مشكلة معقدة ،مركبة يصعب التكهن بنتائجها .
الايزديون هم أكثر الناس تضررا ودمارا من تنظيم داعش ولديهم مع هذا التنظيم قصصا مأساوية لايمكن تخيلها اوتصورها ،وكان قرار إعادة عوائل داعش إلى العراق عليهم صادما ،ومؤثرا إلى حد العويل والصراخ ،فهم يتذكرون جيدا سبي بناتهم وقتل رجالهم ،ويعلمون جيدا أيضا أن الكثير من أطفال داعش هم من أمهات ايزدية تم سبيهن ،.
إذن فالقضية برمتها لم تكن سهلة حتى يتم تفكيكهاوحلها ،القضية معقدة في كامل جوانبها الإنسانية والأمنية ،فمن جانب تبرر الحكومة إعادتهم في الظرف إلى أنهم عراقيين ولابد من المضي في إعادة تأهيلهم ،رغم تحفظنا الكبير على هذه النقطة إذ أن الجميع يعلم أن إعادة عوائل داعش كان قرارا أمريكيا قدخضعت له الحكومة العراقية ،وهو مايطرح أكثر من علامة استفهام من أن أمريكا ربما تسعى لإعادة تأهيل داعش في العراق ،وارباك الوضع الأمني فيه لتبرير وجودها وتمركزها في نقاط حيوية واستراتيجية من هذا البلد ،وهذا رأي الكثيرين وهو مالايمكن غض الطرف عنه إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار التحديات القائمة المحلية والإقليمية :_
محليا :١-امريكا تحتاج إلى ورقة ضاغطة على فصائل المقاومة لكبح جماحها فيما يتعلق بالهجمات الصاروخية اوعبر الطائرات المسيرة.
٢-يسعى الرئيس الأمريكي بايدن إلى تحقيق حلمه القديم بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم وهذا لايتحقق الابوجود قوة تستطيع مقاومة وجود الحشد الشعبي في المناطق الغربية .
إقليميا _ تسعى امريكا من خلال ورقة داعش إلى الضغط على إيران في مفاوضات الملف النووي، أو لتضعيف دورها الإقليمي في دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق .
هذه افتراضات قائمة ولكن يبقى السؤال الأهم هل أن إعادة عوائل داعش للعراق لاتترتب عليه أي تبعات وعواقب وخيمة ؟
والجواب لايمكن تخيل هذا الأمر إذ أن هذا العوائل ستتحول إلى قنابل موقوتة ستنفجر بوجه العراقيين خاصة وأنها مازالت تحمل افكار وتوجهات داعش ومايطرح من إعادة تأهيلهم من قبل الحكومة دونه خرط القتاد ،فليست الحكومة قادرة على ذلك ولاسواها ،اذن فهل نحن أمام فصول داعشية جديدة ؟
والجواب نعم وسيكون مخيم الجدعة نقطة الانطلاق الجديدة لبراعم داعش.
ــــــ
https://telegram.me/buratha