المقالات

هل سيمتلك الشيعة قنبلة نووية؟!


 

✍️ * د.إسماعيل النجار ||

 

🔰 منذ العام ١٩٤٥ الذي قذفت به الولايات المتحدة الأميركية مدينتَي ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتين بالقنابل النووية والعالم بدء بالتَغَيُر نحو الأسوء بسبب السباق على إمتلاك هكذا نوع من السلاح،

وبما أن إلصراع العربي الإسرائيلي كان قد اشتعل بسبب إحتلال اليهود لفلسطين، كانَ لا بُد من منح هذا الكيان اللقيط قوة زائدة يستطيع من خلالها تهديد محيطه العربي المعادي له والتفوق والسيطرة عليه، فكانت القنبلة النووية الإسرائيلية الأولى في خمسينيات القرن الماضي أولى عماد القوة لها بمساعدة فرنسا بشكل مباشر والولايات المتحدة الأميركية،

تبعها غض نظر غربي عن باكستان والهند اللذان يتصارعان بسبب ولاية كشمير الإسلامية، واللذين دارت بينهما تسعة حروب على الخط الفاصل بينهما.

بعد ذلك إكتَمَل عقد امتلاك القنبلة الذرية حيث امتلكها المسيحيين والهندوس واليهود والملحدين والمسلمين السُنَّة،

آنذاك لَم تَكُن توجد أي قوة صاعدة للشيعة البالغ عددهم ثلث المسلمين من سكان العالم، وبقي الامر هكذا حتى العام ١٩٧٩ تاريخ انتصار ثورة الامام الخميني وبروز نجم الثورة الاسلامية في إيران، وصعود نجم الشيعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن ونيجيريا وفي الكثير من دول العالم حتى أصبحوا قوَّة يُعتَد بها ويُحسَب لها الف حساب فرضت معادلات وقلبت معادلات وغيرَت معادلات ورسمت خطوط حمراء جديدة على مستوى المنطقة والعالم.

إيران الإسلامية الشيعية واجهت اول تحدي مع الغرب بعد انتصارها على نظام صدام حسين البائد حيث حاصرتها الولايات المتحدة الأميركية بسبب برنامجها النووي الذي أتخذته واشنطن واوروبا ذريعه لخنقها خوفاََ من تطورها وبناء قوتها العسكرية الذاتية،

وخوفاََ منهم على مستقبل إسرائيل الذي بدء وجودها بالإهتزاز من خلال خلق طوق حديدي حولها يبدء من غزة ويمر في لبنان وسوريا وصولاََ الى العراق واليمن،

♦️ لنختصر لأجلكم...

واشنطن التي خرجت من الإتفاق النووي في عهد المطرود ترامب تحاول اليوم عبر مفاوضات فيينا العودة إليه خوفاََ من إمتلاك الجمهورية الإسلامية الشيعية السلاح النووي بعدما رفعت درجة تخصيب اليورانيوم الى ال ٢٠ ٪ وهددت برفعه الى ما يزيد عن ال٦٠ ٪ بينما هي قادرة على التخصيب بنسبة ١٠٠٪ ولديها الإمكانيات بذلك.

العقوبات المفروضه على طهران هي أقصى ما يمكن لواشنطن القيام بهِ لخنقها.

ورفع هذا الحظر مشروط بإتفاق جديد تجري صياغته هذه الأيام في النمسا، ولكن لا أحد يضمن نجاح المفاوضات او الوصول الى خواتيم سعيدة لطالما أن الكيان الصهيوني ومن معه من عربان وبعران كالسعودية والامارات والبحرين وغيرهما يحرضون على استمرار العقوبات وعدم عودة اميركا اليها.

لذلك في حال فشل المفاوضات واستمرار العقوبات على الشعب الإيراني واللبناني والسوري والعراقي واليمني فإن تطوير سلاح نووي شيعي سيصبح مطلباََ شعبياََ قوياََ يبرز تحدي هذه الطائفة للصهيونية والوهابية وسياسة الكيل بمكيالين، وأتصوَر أن العامل الأخلاقي الذي دفع بالمرشد الاعلى لتحريم امتلاك الدولة الاسلامية لهكذا نوع من السلاح، سيكون امراََ من الماضي حيث ستضطر ايران لتعديل فتواها لإمتلاكه وخلق موازين قوىَ جديدة في المنطقة حتى لو أن هذا الامر سيدفع الى سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط،

والحل الوحيد لعدم الوصول الى هذا التوقيت هو التفاهم مع إيران، وإبعاد السلاح النووي عن ساحة الصراع في الشرق الأوسط بين العرب والصهاينة،

إيران ومحور المقاومة اللذين يمتلكون عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى والمتوسطة ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة، لا يحتاجون بالضرورة الى القنبله النووية لأن صواريخهم تعادل عشرات القنابل والقدرة على اطلاقها بسيط وسهل وسريع نحو الكيان الصهيوني ومَن لَفَّ لفه.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـبيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك