عباس الزيدي ||
البعث كتنظيم ولى إلى غير رجعة، وربما تكون خلايا هنا وهناك تعمل على أمل اعادة ذلك التنظيم القذر إلى الواجهة أو تنشط لمصلحة جهاز مخابراتي معادي لتعتاش من وراء ذلك العفن.
الخطورة تكمن في أن فكر البعث لازال مستمرا في السلوك والممارسة وان لم ترفع تلك الأحزاب والتنظيمات شعار البعث المنحل، والأخطر من ذلك هو السلوك الشخصي لكثير من الأفراد، وعلى الذي يعترض عليه أن يذهب إلى المؤسسات ليرى ذلك عن كثب.
هناك تعثر واضح في مكافحة واجتثاث ذلك الفكر الهدام حيث لم تستخدم الأسس الصحيحة والعلمية لاجتثاثه.
منذ اليوم الأول لسقوط النظام القمعي طالبنا باستحظار التجربة الألمانية في اجتثاث النازية
أو الايطالية في اقتلاع الفاشية لكن للاسف الشديد لم نجد أذان صاغية وواعية تعمل بشكل واقعي نحو تغيير حقيقي.
أدبيات البعث القذر..لازالت موجودة خصوصا بعد عودة كثيرمن عناصر البعث إلى مؤسسات الدولة وايضا تلك الافكار والممارسات ترسخت وتجذرت في الأحزاب الجديدة التي انطلقت مابعد عام 2003.
ليس بسبب الاختراق المتعمد لأعضاء البعث حسب التوجيهات السابقة فقط، بل لتهافت الأحزاب والحركات نفسها على استقطاب قذارات البعث تحت عنوان التجربة التنظيمية
الأمر الذي استفحل فيه الفساد والنفاق والكذب والحقد والحسد والضغينة الذي كانت له جذور عميقة في المجتمع المحكوم سابقا من دائرة النفاق البعثي القذر.
أضف إلى ذلك عملية الفراغ التي تركت فجوة كبيرة في عملية تصحيح مسارات المجتمع من خلال البناء الفكري والثقافي الذي لم ولن تلتفت إليها الأحزاب العاملة في الساحة.
سبعة عشر عاما أو يزيد وهي غافلة عن الأجيال يتلاقفها الاعداء يصنعون بهم ما يريدون ناهيك عن الغزو الثقافي الممنهج .
لذلك لاغرابة حين تسمع من الجيل الجديد إطلاق صفة الزمن الجميل على حكم النظام المقبور أو نسمع عدد من المراهقين وهم يترحمون على ايام البعث السوداء بل ويعملون على احياء ذلك الرجس الشيطاني.
ما زالت الفرصة مؤاتية للنهوض بالمجتمع لإنقاذه من تلك الأفكار والممارسات وعلى الأحزاب والحركات الحالية أن تبداء بنفسها حتى تكون صورة ومثل أعلى للتغيير ومغادرة الماضي الرديئ والوضيع.
https://telegram.me/buratha