محمد العيسى ||
مضامين أية رسالة لايقرأها الا الذين يقرأون الرسائل بعمق وتمعن ورسالة الحشد هذه المرة تحوي مضامين عديدة وتستبطن معان كثيرة ،لعل الذين يقرأونها يفهمونها جيدا وإذا لم يفهموها فتلك إذن مشكلتهم .
رسالة الحشد هذه المرة ستوجه لاكثر من طرف محلي واقليمي ودولي .
محليا :لايخفي الحشد هذه المرة رغبته في اشعار الكاظمي وحكومته الفيسبوكية ،المتماهية مع أطراف دولية وإقليمية ،ان الحشد باق ،رغما عنك ،شئت ام أبيت وان الحشد لايخضع لرغبات الحكومة بحله أو تذويبه مع باقي القوات الأمنية ،كما أن قادته هم من اختبرتهم ساحات الجهاد والوغى ،وعليه فلايمكن اللعب معهم بمنطق الترهيب والتخوين والاتهام .
الحشد باق لانه قد استمد شرعيته من الفتوى الدينية ومن كنف العقيدة والإيمان بقدسية الجهاد والتضحية سواءا كان الكاظمي رئيسا للحكومة أو لم يكن وسواءا كانت هناك حكومة ام لم تكن .
نعم هم يخضعون اداريا ولوجستيا للقائد العام للقوات المسلحة لكنهم بالمرة لايخضعون ابدا لتوجساته ومراهناته على إضعاف الحشد وإسقاط رمزيته وقدسيته ،لانهم يدركون جيدا أن حكومة الكاظمي باتت تخضع لاملاءات دول الجوار العربي ،واملاءات الولايات المتحدة التي لا تنفك ابدا من التآمر على الحشد والنيل منه .
محليا أيضا فإن الحشد أيضا يوجه رسالة إلى الذين اضعفوا الجيش سابقا واسموه جيش المالكي ،وهزموه نفسيا ومعنويا ،مما جعله يسلم ثلث العراق لعصابات مارقة كانت مدعومة بقوة من سكان تلك المناطق ،ومدعومة إعلاميا من وسائل إعلام معروفة تمارس نفس الدور اليوم في محاولة تفكيك الحشد وتوهينه ،رسالة الحشد إليهم أن الذي حدث سابقا لايمكن أن يحدث اليوم ،فالحشد قوة لايمكن أن تقهر وهي تحمل روح المقاومة ،قوة استمدت شرعيتها من مفاهيم عقدية متأصلة في نفوس الحشديين ورثوها من عزيمة علي والحسين .
إقليميا: يحاول الحشد من خلال استعراضه أن يرسل رساله الى الدول العربية المتماهية مع المشروع الأمريكي والصهيوني والتي كان لها دورا كبيرا احتلال داعش لمساحات كبيرة من الأراضي وسقوط آلاف الشهداء وتدمير مدن بأسرها ،يحاول الحشد أن يقول لهم بصوت عال لاتتآمروا فالذي حصل لايمكن أن يتكرر مرة أخرى فالحشد هذه المرة في الميدان ولايمكن أن يسمح بتكرار نفس السيناريو السابق وهانحن نريكم بأسنا وقوتنا .
دوليا : رسالة الحشد إليهم أن توقفوا عن مشاريع التقسيم والإقلمة ،وان توقفوا على العزف على الاوتارالطائفية القديمة التي استطعتم عبرها
احداث شرخ هائل في النسيج الاجتماعي العراقي ، وكانت الولادة المشؤومة للقيطكم المشؤوم داعش جزء من هذا المسلسل الدرامي المأساوي ،
رسالة الحشد أن ياامريكا كفي شرك عنا واتركي أراضينا فالبرلمان أقر ذلك وما عليك الا الاستجابة
فاحذري الحليم اذا غضب وبأسنا شديد.
عسى أن تكون جميع الاطراف قد قرأت الرسالة جيدا فهي موجهة اليهم دون استثناء .
https://telegram.me/buratha