د محمد القريشي ||
عندما تتراكم الاخطاء عبر المسيرة الزمنية لحياة مؤسسة ما ( وهنا مؤسسة الدولة)، ستأتي حتما، لحظة حرجة تعلن عن حصول كارثة... الكارثة العظمى حدثت في عام ٢٠١٤ ، ومثلت "سبايكر" احدى محطاتها..
حل الجيش العراقي السابق وترك ملفه بلا علاج جذري ، وتسييس العدالة الانتقالية، وادارة الدولة بعقلية المنتصرين، وتفتيت فضاء الدولة الى فضاءات هوياتية متنافرة ، عوامل ساهمت بمجملها في تعزيز اجواء الكراهية والترقب للانتقام...
منذ فترة طويلة، لم يشكل الخطاب العام ، هما اساسيا لدى صانع القرار العراقي، وتماهى خطاب الدولة مع الخطابات الفرعية ليظهر واقع الهيمنة بشكل جلي، الامر الذي ادى الى تعميق الخنادق بين المكونات... قبل ٢٠٠٣، كانت السلطات الشمولية ضابطة لسلوكيات الجماعات المختلفة..
فوضى ادارة الدولة بعد ٢٠٠٣، جعل الجماعات المختلفة حرة في سلوكياتها...
اخطر ما يهدد مستقبل العراق، هو عدم معالجة اسباب حدوث الكوارث واعتماد سياسات اطفاء الحرائق عقب كل ازمة يمر بها المجتمع...مرحلة ما بعد سبايكر لا تختلف عن سابقاتها ،في مجالات : ادارة الدولة, خطاب الدولة ، ادارة التنوع.... ووفق هذه المؤشرات لن يكون غد العراقيين افضل من يومهم المعاش حالياً!!..، الا اذا حدث الاصلاح بطريقة شاملة وعميقة !!!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha