🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لا شك إن مسلسل استهداف الحشد الشعبي برز واضحاً من قبل المحتل الأمريكي بعد أن أصبح الحشد أسطورة بطولية أذهلت الأعداء قبل الأصدقاء . إن تفاعل أهالي المناطق المحررة مع أبناء الحشد جاء تعبيراً عما لمسوه من قبل أبناء الحشد مع سكان تلك المناطق، و هذا لم يرق لقوات الاحتلال ، وبعض السياسيين المنغمسين في الأجندة الأمريكية .
بعد حادثة البوعيثة ، والاستهداف الواضح لقوات الحشد الشعبي ، عاد مسلسل الاختطاف لقيادات الحشد من خلال خطف الحاج قاسم مصلح الذي تم اختطافه وفق تلفيقات ساذجة ، حتى إنها لم تقنع الشارع العراقي ، فضلاً عن القضاء العراقي الذي قال كلمته الفصل في هذا الشأن ، الذي برّأ الحاج مما نسب اليه من تهم كيدية واضحة الخطوط والنوايا .
كان المخطط أن يجر أبناء الحشد الى الصدام المسلح مع الأجهزة الأمنية الأخرى، لشيطنة الحشد وتسقيطه اجتماعياً، حتى تخلو الساحة العراقية من المدافعين عن المسارات الوطنية الحقيقية ،وبذلك يخلو الجو العام لرسم المخططات الخبيثة التي تحاول واشنطن دفع العراق لتلك المخططات خدمة للصهيونية العالمية .
المستهدف الأول في هذه المسرحية الهزيلة جداً هو التشيع بأكمله ، في العراق وأيران ولبنان وفي بقاع الأرض جميعا . وقبل ذلك كله الاستهداف الواضح للعمامة التي تشرفت بالإنابة للمعصوم في إدارة شؤون الدين ، وإيصاله الى المؤمنين بفيض الله وعنايته .
الأمر الغريب في مسلسل استهداف الحشد الشعبي والتشيع على حد سواء ، أنه يتم على يد بعض ممن يحسب على التشيع والعمامة . وما تلك المصطلحات الرنانة التي أطلقت من هؤلاء على الحشد وعلى الفصائل التي ترجمت القرار البرلماني القاضي بخروج المحتل الأمريكي ، تارة بالسلاح المنفلت ، وتاره أخرى بقوى اللادولة ، وأخرى بالولاء للخارج ، ومن هذه المسميات التي تحاول اختزال الحشد ومن يقف خلفه في الأجندة الخارجية ، والكل يعلم الى ماذا يشير هؤلاء بتلك التسميات الخبيثة .
والأمر الأغرب أن نرى من يدافع عمن انتهك الأرض والعرض ، ومحاولة إيجاد حقوق مادية ، وأخرى معنوية وإلصاق مصطلح المغيَّب في كل مناسبة تتقاطع مع حقوق مَنْ غيبوا فعلاً على يد المجاميع الإرهابية الداعشية التي غزت العراق بأوامر أمريكية . الى اليوم لازالت جثث أبنائنا الذين قضوا في معسكر سبايكر المشؤوم مجهولة، ولا أحد من ( الباشطين ) أصحاب المصطلحات الرنانة ، يذكرهم ، أو يذكر عوائلهم، ومواساتهم ولو بالكلمة الطيبة . بل على العكس من ذلك نرى استهدافاً واضحاً لإخوتهم في المنظومة الحشدية من خلال تطويع المفردات الإعلامية الرنانة للنيل من الحشد في كل محفل .
اليوم الحشد الشعبي منظومة عسكرية متكاملة ومن الممكن أن يغير قواعد اللعبة السياسية في العراق وفق رؤيا وطنية خالصة . قطعاً ذلك لن يروق لدول الجوار العراقي ممن أدمن البقاء على كرسي الحكم الى أبد الآبدين . فكانت الرشى والهبات هي السبيل الأوحد للإجهاز على العراق من خلال ديمومة الاحتلال الأجنبي الأمريكي ، ومن خلال بعض السياسيين الفاسدين الذين وصلت بهم الحال أن ينخرطوا بالأجندة الخبيثة للمحتل الأمريكي والممول الخليجي الذي يعطي بسخاء كبير .
في ذكرى تشكيل الحشد الشعبي المبارك ، نقول لمن باع نفسه للمحتل ، كِدوا كيدكم ، وأسعوا سعيكم ، والله ما رأيكم إلا فند ، وما أيامكم إلا عدد ، لن تسقطوا حشدنا بكثرة مؤامراتكم ، فإنها واضحة المعالم للقاصي والداني ولن يكتب الله لها النجاح ، ودولة محمد وآل محمد ( ص ) قائمة . وتذكروا جيداً ، أن المحتل الأمريكي سيخرج عاجلاً أو آجلاً ، ووقتها ستعرفون جيداً من هم الفتية الذين آمنوا بربهم ، وستضيق بكم الأرض بما رحبت .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha