كندي الزهيري ||
لم أكن مستغرب من تصريح السفارة البريطانية حول تأجيل الانتخابات، بالعكس هذا الوضع أصبح طبيعي جدا، لكون أكثر السفراء يتعاملون مع الدولة العراقية على أساس أنهم أصحاب القرار، وليس ممثلين عن بلدانهم و تحكمهم الأعراف دبلوماسية! .
بعد إسقاط حكومة عادل عبد المهدي بيد أمريكية خليجية وبتعاون مع بعض الكتل السياسية، وحسب مطلب مظاهرات تشرين التي كانت تطالب بإجراء انتخابات معتبرين الحكومة القائمة لا تمثل رأي الشعب بسبب النسبة المتدنية للمشاركين، وعلي إثرها هذا الضغط جاء رئيس مجلس الوزراء الكاظمي، مشروطا بإجراء انتخابات في الموعد المقرر من قبل البرلمان والمفوضية العليا للانتخابات.
الكل أصبح يعلم طبيعة المجريات السياسية في العراق من التحالفات الداخلية المحلية إلى تحالفات إقليمية ودولية تضمن مصالح تلك الدول.
المرحلة الأولى انتهت بإسقاط الحكومة عادل عبد المهدي دون إسقاط (رئاسة الجمهورية والبرلمان؟ ؟ ؟ ؟).
لتبدأ المرحلة الثانية وهي إنشاء أحزاب سياسية تتحالف مع جهتين يحددهما الأمريكي، وبعد قرأت المشهد اتضح بأن الفوز صعب جدا، حتى بعد التحالف مع هذه الكتل.
هنا تبدأ مرحلة الفوضى وطلبها من قبل الأمريكي والبريطاني وهذا يعتبر الضوء الأخضر لناشطين تشرين ومن يقف معهم، هذه المرة الهدف بعنوان "الممانعة" في الوسط والجنوب، الهدف الهجوم على مراكز الاقتراع وأثارت الفوضى وربما الذهاب إلى قتال داخلي يقع بها ابن الجنوب والوسط ضحية تلك المؤامرة، و المستفيد منها هم ( الأمريكي _ البريطانية_ الخليجي _ والكرد _ والتحالف السني) كيف ذلك؟
حين يتم تنفيذ المرحلة الثالثة في الهجوم على مراكز الاقتراع ومنع المواطنين الجنوب والوسط، ستصبح النتيجة الانتخابات واضحة الكفة تميل نحوا المحور السني الكردي، هنا سيتم تحقيق الأغلبية في البرلمان مما يمهد إلى ظهور قوانين قد تمزق قوة الشيعة وهذا ما يبحث عنه الأمريكي.
من هنا يتضح حجم المؤامرة وأدواتها إضافة إلى ذلك هناك طرف شيعي ربما شريك بهذه المؤامرة من أجل مصالحة الشخصية، ولا يستبعد ذلك لكون هذا التحليل نابع من مجريات الأمور والتناغم مع هذه الخطة التي أعدها الأمريكي بشكل يجعل الطرف الآخر بين أمرين أما الاستسلام للضغوط والرضوخ للمطالب أو الدخول في صراع ربما يجر البلد إلى مرحلة خطيرة أو يعيده إلى المربع الأول.
وهذا ما أكدت الكثير من السياسيين وغيرهم وأبرزهم ا المالكي _ والفياض من خطورة هذا الوضع أو محاولة تأجيل الانتخابات الآي سبب كان، وهنا تقع المسؤولية على الجمهور بشكل مباشر.
التساؤل المهم ونحن أمامنا أشهر قليلة على موعد الانتخابات؛
هل سيتحد رؤساء الكتل وممثلين الوسط والجنوب في وجه هؤلاء؟ ، هل سيكون هناك كلمة الفصل للشيوخ العشائر بمنع أبناءهم من الذهاب بهذا المخطط؟ ، هل سيكون هناك رأي للأعلام والنخب والمثقفين هذه المرة. مع العلم إجراء الانتخابات صعب لكن تشكيل الحكومة سيكون أصعب إلى ذلك اليوم هل سيميز الشارع العراقي تلك المؤامرة ويقف بوجهها أم سيكون الأبناء السفارة رأي آخر؟ ؟ ، كل شيء وارد ونحن نعول على موقف وتماسك ووعي المجتمع الوسط والجنوب وعدم السكوت على مثل هكذا دعوات. . .
https://telegram.me/buratha